Showing posts with label الكويت. Show all posts
Showing posts with label الكويت. Show all posts

Friday, 11 December 2009

حديث القلاف

شاهدت اليوم لقاء سيد حسين القلاف في قناة الوطن، حديث السيد لا يختلف كثيرا عما سبقه، ما عدا النقاط التالية، و التي تعد جديدة و أجدها تصاريح خطيرة بحاجة للوقوف عندها.

أولا، عند حديثه عن استجواب رئيس الوزراء المقدم من النواب محمد هايف و برغش و الطبطبائي، قال أن أحد المستجوبين يملك جنسية أردنية، فهل يعني السيد ان أجندة خارجية تتحرك أذيالها في الكويت؟

ثانيا، عند حديثه عن استجواب الدكتور فاضل صفر المقدم من مبارك الوعلان، قال أن الوعلان قد ناشد النواب و حاول استجداء المؤيدين الراغبين بطرح الثقة لكنه لم يجد، على الرغم من أن الوعلان صرح بعد الاستجواب أنه لم يهدف لطرح الثقة! و أن الوعلان كان يقف على المنبر خارج قاعة عبدالله السالم و يهاجم الحكومة حول قضية البدون، بينما الجلسة تفركشت لعدم وجود النصاب!

ثالثا، سؤل سيد حسين عن رؤيته للواقع الكويتي في السنة القادمة، و كان جوابه ان الكويت تتجه للأفضل بسبب وجود 33 نائبا عاقلاً، أما باقي النواب فبالنظر الى أسمائهم، كان منهم أصحاب مواقف سيئة في الجلسة السرية التي أقيمت لحل أزمة الحكم، و أنهم صوتوا بالاجماع "غصباً على أكبر شارب فيهم"!


و سؤالي: يا ترى هل فعلا توجد أذيال عربية أو خليجية تلعب بمقدرات الكويت؟


Wednesday, 9 December 2009

فاضل صفر






في ظل تردي الأداء البرلماني و سوء الأوضاع السياسية، تبرز لنا بارقة أمل بوجود رجال دولة أصحاب مهنية عالية، و الدكتور فاضل صفر أحد بوارق الأمل بوجود رجال يتحلون بالمهنية و الأخلاق و الأدب السياسي و الرقي في الحوار.



أما أنت يا مبارك الوعلان، فشوفلك عشرة رجال يوقعون طلب طرح للثقة بالوزير، أو شوفلك مدرس في الأخلاق، و على قولة د أسيل العوضي: انت شتبي من هالاستجواب بالضبط؟!



أدب الحوار و لغة الخطاب وليدة أخلاق عالية و تربية روحية ذات رصيد ضخم، كما أنها وليدة للتكنوقراط، لهذا ينخاف على وزراء الداخلية و الدفاع من الاستجوابات الموجهة إليهم.

Monday, 14 September 2009

ساحة الصفاة


لقد أشار بإصبعه الى موقع الخطر، لكنه لم يحدد من هو، ساحة الصفاة أشارت بكل وضوح و قالت ما كنت أريد قوله.

جريدة الوطن أكبر مثير للنعرات الطائفية و القبلية، و هي من دأب على المساس و العبث بالنسيج الوطني بكل صلافة و وقاحة، و أخذت تفتت ما تبقى من الوحدة الوطنية بداعي التأبين حتى تبين تهافت مدعاهم،و لا يهمني بعد ذلك إن كانت الأكثر متابعة بين باقي الوسائل الإعلامية، فالشعب الكويتي ليس شعباً ملائكيا يعرف الحق من الباطل، و إلا لم نره يمجد و ينجح المتردية و النطيحة.

أما الإدعاء بأن جريدة الوطن أكثر تغطية لأخبار الشيعة و باقي التوجهات و الطوائف فهو ادعاء سمج يفتقد الدقة و الفهامية، بل ينم عن تمصلح خلف الأكمة، و ما تغطيتهم إلا ذرا للرماد على العيون.

فإن كان هناك من سيعاقب على تمزيق الكويت فليتم البدء بجريدة الوطن.

موضوع ساحة الصفاة "ابدأ بهم"

ملاحظة:
المتفذلك محمد العوضي لا يستثنى!

Tuesday, 25 August 2009

داوود حسين

لست متابعا جيداً للتلفزيون، ولا أشجع متابعة المسلسلات في شهر رمضان، لكن من خلال برمة سريعة على المسلسلات الجديدة في اليوتيوب تبين ان الناس مو عاجبها شي، كل الناس يتحلطمون على "هبوط مستوى" المسلسلات.

كثيرون يدعون عدم وجود اهداف للمسلسلات، متناسين ان هدفها الترفيه، و أحد تلك المسلسلات مسلسل داوود حسين دي-تيوب.

داوود حسين فنان تلقائي يؤدي أدوار كثيرة متفاوتة في التعقيد و البساطة، و متمازجة مع واقع الحال، يثير الضحكة بكلامه العادي، هذا بالاضافة الى جودة التصوير و الألوان في المسلسل.

هناك انتاجات اخرى مثل "صوتك وصل" الذي باستمراره سيكون قفزة نوعية كبيرة للحريات الإعلامية، وهو بالفعل متميز.

نعم في ناس قاعدة تشتغل و تبدع، أما البطالية فهم اللي مجابلين التلفزيون و مو عاجبهم شي.

Sunday, 16 August 2009

حريق الجهراء

اذا كنت في الكويت ولم تجد على السقف كاشف للدخان (سموك سنسر) و لا (هيت سنسر)، و اذا لم تعرف أقرب مخارج الطوارئ من المبنى الذي تعمل فيه، و اذا لا تعرف اماكن الاسعافات الاولية او مواقع طفايات الحرق فاعلم ان هناك من لم يتحمل مسؤوليته، و أنك بشكل أو بآخر في خطر.

لا علم لي عن كل دول العالم المتقدمة، لكننا في استراليا على الأقل نتعب لكثرة ما نشاهد تعليمات السلامة، و لكثرة المداخل و المخارج و الاجراءات المتوخاة استعداداً لأي كارثة، و هذا ان دل على شيء فإنما يدل على الوعي و على أهمية الانسان.

يا ترى هل تحتاج الكويت لأن تضحي ب40 أماً و أختاً و زوجة لكي يستفيق أصحاب عنتريات التراشق الطائفي من هذيانهم و يدركوا أن ما يتوهمون أنها بطولات في الدفاع عن مذاهبهم لا تؤدي الا للهدم لا البناء؟

هل يدرك أصحاب المصالح و العنصريات أنهم يعيشون في دولة متخلفة لا اعتبار فيها لحياة الانسان؟

لا يدعينّ أحد التدين أو الوطنية وهو لا يتحمل مسؤوليات عمله، لأن ازهاق الأرواح الأربعين في حريق الجهراء ما هو الا نتاج للتخاذل و الفساد في دولة نظن انها تتقدم بينما هي تتدحرج نحو التخلف.


Thursday, 19 March 2009

هل يعي شعبنا الرسـالة؟


نعم كنا نريد حكومة قوية تستطيع مجابهة النواب و مقارعتهم، كنا نتمنى صعود رئيس الوزراء على المنصة ليرد ما سيساءل عنه، لكن هذا لا يبرر سوء الأداء البرلماني الذي اتسم فيه نواب مجلس الأمة، لقد كان أداء بعض النواب يفسر بوضوح وصول الأيدي المحاربة للديموقراطية الى داخل مجلس الأمة، و تحركها الحثيث لوئد المجلس و تشكيك الشعب بأهمية مجلس الأمة و دوره الرئيسي في المحافظة على الكويت بمجملها.

لا يمكن أيضا تبرير دور الشعب في اختيار نواب المجلس، الشعب هو المسؤول الأخير عن وجود أولئك النواب الذين لا يعرفون دورهم، و لا يدركون أهمية المحافظة على الديموقراطية ولا يحافظون على القانون ولا يحترمون مشاعر الشعب.

لقد صرح الأمير بشكل مباشر على أهمية حسن اختيار الناخبين لنوابهم في كلمته الأخيرة، هل استوعب الشعب الرسالة الداعية الى حسن الاختيار؟

هل من الممكن اعادة نائب كمحمد هايف؟

تصدى للمنصب البرلماني عن طريق الانتخابات الفرعية المجرمة، انصب اهتمامه على التوافه، ولا بأس في ذلك ما لم نعاني من أزمة سياسية و اقتصادية و اجتماعية و حتى رياضية، يستوجب رئيس الوزراء بشكل مباشر من أجل مخزن سمي مسجداً بجانبه مسجد حديث، و فوق هذا و ذاك لا يقف تحية للعلم.

هو نائب طائفي بالدرجة الأولى، و لربما كان هذا سبب نجاحه في الانتخابات السابقة، هو نائب لم يقدم شيئاً يمكن به القول أنه يحمل هما في جوانب قلبه حول هذا البلد، تكفي قضاياه التي رفعها دفاعاً عن هارون الرشيد العباسي! قائلا أنه من أهل البيت! يكفي كذبه و تدخله بصورة "مالها داعي" في أزمة تأبين مغنية، متخذا الطائفية مطية لغاياته.

كل ما سبق لا يعني محمد هايف بشكل خاص، هو رسالة لشعبنا أن أحسنوا الاختيار و قدموا وطنكم و مصلحة مستقبلكم على الطائفية و القبلية و الفئوية، و إلا فإن الكفر بالديموقراطية ستقود هذا البلد الى مستقبل مظلم قد يذكرنا بالثاني من اغسطس
.

Tuesday, 25 November 2008

نيران الكويت تزداد اشتعالا


الكويت بين نيران كثيرة، ما بين نيران أصدقائها و أعدائها، يبدو أن الحل يكمن بتأجيل المشاكل السياسية و محاولة العمل على تصفية المشاكل الاخرى، فعند الهاء الشعب بالنجاحات الاقتصادية و الرياضية ستكون السياسة بعيدا عن اهتماماتهم.

لذلك إن صح تأجيل استجواب رئيس الوزراء لمدة سنة -وهو ما يبدو انه سيحصل- فإنه أفضل الحلول لتفادي أزمة سياسية - طائفية - دستورية خانقة قد تسود مستقبل البلاد و العباد، و من ثم استغلال هذه الفترة لا لمعالجة العلاقة بين المستجوبين و الحكومة، بل لحل المشاكل الرياضية و الاقتصادية و الاسكانية و الاعلامية.

الطريف أن في حين ايقاف الكرة الكويتية بشكل رسمي في المحافل الدولية يقوم اللاعبون بالتهجم على الحكم و ايقاف المباريات المحلية، و في حين وجود أزمة اقتصادية تحتاج لعقول و سواعد تعمل لحلها و تفاديها و في وجود شحن طائفي عالمي، يقوم نوابنا بتأجيج أزمة طائفية جديدة تتعلق بالخطيب السيد الفالي، و استغلال هذه الأزمة لتعريض الدستور للإيقاف و لتحقيق اجندة سياسية خاصة.

غريبة هذه العقلية الكويتية، غريب هذا الشعب الذي ينتخب نوابا يشكو من أدائهم، غريبة هذه الرياضة التي تشكو الإيقاف و لا تسعى لحل أخلاقياتها ولا تقوم بمراجعة نفسها، غريب مدعوا الحريات عندما لا يرعوون من تكميم الأفواه، ليبراليهم و اسلاميهم.

و بالمناسبة فإن سيد عدنان عبدالصمد المؤيد لتأجيل الاستجواب (حكومي!) نال حكم البراءة بدل "عدم النطق بالحكم" في القضية المرفوعة ضده من وزير الداخلية.

و من غير مناسبة هل يجوز رفع قضية على شخص ميت؟ إذا الجواب "نعم"، فإنني أتهم الصحابي معاوية بن أبي سفيان بسب و محاربة الخليفة و الصحابي و ابن عم النبي (ص) و زوج ابنته علي بن ابي طالب عليه السلام..

Sunday, 14 September 2008

قصاصات


السعودية تمدد امتياز شيفرون من دون الرجوع للكويت
وافقت الحكومة السعودية بشكل نهائي على اتفاق تمديد امتياز نفطي لشركة
شيفرون الاميركية في المنطقة المحايدة التي تتقاسمها مع الكويت، فيما اكدت
مصادر نفطية في مؤسسة البترول ان هذا التمديد لم يناقش مع الكويت. واوضحت
المصادر ان انباءا كانت افادت، في وقت سابق، ان السعودية تبحث تمديد امتياز
شيفرون لمدة 6 أشهر، لكن القرار النهائي لم يبحث مع الكويت، على الرغم من اتفاق
الجانبين السعودي والكويتي على اجراء مباحثات مسبقة لأي قرار يتعلق بالمنطقة
المحايدة، والتي تعمل فيها شيفرون

..احنه طوفة هبيطة من زمان
يقال ان وزير النفط الأسبق علي الجراح أوقف العمل في المصفاة الرابعة استجابة لرفض سعودي. كانت الكويت لاعباً سياسياً مهماً في الشرق الأوسط، لكنها الآن صارت أقل من عادية، الطريف في الأمر أننا لا نزال نظن اننا "نازلين من السما" و أننا شعب الله المختار، لكنني بدأت أعتقد بما قاله لي صديق في أحد الأيام، أن الاستراليين ينظرون إلينا كحشرات
.



القرضاوي يحذر من غزو شيعي للمجتمع السني

حذر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي، من ازدياد المد الشيعي،
داعيا علماء المسلمين إلى التكاتف لمواجهته.واكد القرضاوي لصحيفة المصري اليوم
المستقلة، في عددها الصادر امس، ان "الشيعة مسلمون، لكنهم مبتدعون، وخطرهم يكمن في
محاولتهم غزو المجتمع السني، وهم يهيئون لذلك بما لديهم من ثروات بالمليارات،
وكوادر مدربة على التبشير بالمنهج الشيعي في البلاد السنية خصوصا أن المجتمع السني
ليست لديه حصانة ثقافية ضد الغزو الشيعي". وأضاف: "نحن العلماء لم نحصن السنة ضد
الغزو الشيعي لأننا دائما نعمل بالقول: ابعد عن الفتنة لنوحد المسلمين وتركنا علماء
السنة خاوين".وتأسف من وجود شيعة في مصر. وقال: "حاولوا قبل ذلك عشرات السنوات أن
يكسبوا مصريا واحدا، ولم ينجحوا من عهد صلاح الدين الأيوبي وحتى 20 سنة مضت".
وأضاف: "هم الآن موجودون في الصحف وعلى الشاشات ويجهرون بتشيعهم وبأفكارهم، ويعملون
مبدأ التقية وإظهار غير ما بطن، وهو ما يجب أن نحذر منه، وأن نقف ضده في هذه
الفترة، وأن نحمي المجتمعات السنية من الغزو الشيعة".


بحياتي ما شفت هالكثر تناقض بتصريح واحد، في بداية الأمر ما هو سبب وجود المد الشيعي الحالي؟ لماذا تدور هذه النغمة في أيامنا هذه أكثر من غيرها؟

السبب واضح، و هو الحضور الشيعي القوي في القضايا الكبيرة التي تخص الأمة الإسلامية، حضورهم القوي في مواجهة أمريكا و اسرائيل، و حضورهم الفكري المصاحب للانتشار السهل و السريع للمعلومات، لقد وجد الكثيرون في الحركة الشيعية الحل لمشاكلهم الروحية و الاجتماعية و السياسية، في ظل الحضور غير المحبب للأطراف المناوئة للشيعة، و خير مثال على ذلك التصريح الجديد للمفتي السعودي صالح اللحيدان الذي يبيح قتل بعض ملاك القنوات الفضائية (مع بعض الشروط).

أضف الى ذلك كله قول القرضاوي أن المجتمع السني لا يملك حصانة ضد الثقافة الشيعية، و يبرر ذلك بتقصير العلماء السنة و لا يبرره بقوة الطرح الشيعي.

يرى القرضاوي ضرورة وحدة المسلمين، و في نفس التصريح يحذر من المد الشيعي، هل كيف يكون التناقض إذاً؟

يؤكد القرضاوي توفر الأموال الضخمة عند الشيعة، و لم يجهد نفسه قليلاً بالمقارنة بين الأموال الشيعية و السنية إن صح التعبير، فالواضح جداً أن الشيعة أقل أموالا و عدداً من السنة.

أخيراً يقول أن الشيعة ينشرون أفكارهم في المجتمع السني و يجهرون بها، لكنهم مع ذلك يعملون بالتقية! هل كيف يكون التناقض يا شيخ؟

متى سنقارع الحجة بالحجة؟

Tuesday, 3 June 2008

عدنان و نتائج الانتخابات على لسان الدعيج

تستهويني الكثير من مقالات عبداللطيف الدعيج، أراه دقيقاً فيما يقول، و في المقالة التي كتبها في السادس و العشرين من مايو ما يكفي لتبيان بعض الحقائق، و فيها ما يتعلق بسيد عدنان عبدالصمد، كان عنوان المقالة ’لا أحد يستفيد من الخصومة’:

اغلب الذين فوجئوا او لم يتقبلوا نتائج انتخابات الدوائر الخمس، هم الذين كانوا يتوقعون الكثير من نظام الدوائر الجديد، من دون ان يلاحظوا ان الناس هم الذين يختارون، وهم الذين يحددون، وأن من الصعب تغيير خياراتهم بين يوم وليلة. الدوائر الخمس مكسب شعبي قياسا الى نظام الخمس والعشرين، لم ينقل البلد او يقفز به الى الامام، ولكن المؤكد انه منع المزيد من التدهور والانحدار.

في واقع الأمر، لم تكن طبيعة النظام الانتخابي الجديد هي السبب المباشر او الوحيد في عدم توافق نتائج الانتخابات والاحلام او الآمال الشعبية والوطنية التي بنيت عليها، بل ان الخلافات التي دبت في صفوف القوى الوطنية وبعض التكتيك الذي لم يتلاءم والنظام الانتخابي الجديد اثرا بشكل فعال ومباشر في النتيجة.نشير هنا بالذات الى الانقسام الوطني الشيعي – السني، الذي اتحد في حركة نبيها خمس، وشكل دعما وطنيا قويا لمرشحي الحركة الوطنية ولعموم المرشحين الذين دعموا حركة نبيها خمس. لقد كسبت قوى الردة - مع الأسف - من اثارة قضية التأبين، وخسر التياران الوطنيان داخل الطائفتين من الانقسام و«التشره» الذي خلفته قضية التأبين.

منذ البداية انتقدنا موقف التيار الوطني، واشرنا الى خطأ تجاهله للأزمة، والى عدم تسجيل حضوره وموقفه منها. لقد اختار التيار الوطني السلامة بالوقوف موقف المتفرج وبعدم الافصاح عن موقفه في قضية التأبين، رغم ان القضية انفصلت وتحولت من قضية تأبين الى هجوم شرس ووقح على كل طرف وطني، كان كل ذنبه انه كان الطرف الشيعي الوحيد الذي ايد الدوائر الخمس، وانه الطرف الوطني الشيعي الوحيد الذي تصدى لقوى الفساد «الزرق» بسنتها وشيعتها مثل ما تصدى قبل ذلك لحرامية المال العام.

لكن مع كل هذا، فإن الخطأ لا يعالج بالخطأ، والاوطان والقضايا الوطنية ليست ثارات وحزازات، بل مصالح وامانات تروض النفس على تلبيتها، ويعرض المال دفاعا عنها. انقسام الصف الوطني او بالتحديد قوى نبيها خمس ادى الى هذه الفجوة الملحوظة التي تمدد منها الكثيرون. اليوم المطلوب تناسي الخلافات والعودة الى توحيد الصفوف، وما فاتنا تحقيقه في الانتخابات العامة مطلوب التعويض عنه في انتخابات المجلس.

Tuesday, 20 May 2008

حديث في النتائج



ها قد اختار الشعب الكويتي ممثليه في البرلمان، و البرلمان بطبيعة الحال انعكاس للرأي العام، سواء ظلمت الدوائر الخمس فئة أم لم تظلمها، أظهرت النتائج أن الشعب الكويتي لم يستوعب بعد طريقة الاختيار الإيديولوجي إن صح التعبير، بنظرة سريعة للنتائج يظهر بكل وضوح أن الناخب لا تهمه القوائم و الحركات السياسية بقدر اهتمامه بالأشخاص، و لا يزال المواطن الكويتي حبيس انتماءاته سواء كانت عنصرية أم مذهبية.

الكويت ليست بدعا عما حولها، الثقافة العربية المتجذرة فينا لا تزال تحكمنا، لا يزال العرب يختارون المتدينين ، شيعتهم و سنتهم، و حتى أسس الاختيار في الداخل الشيعي و السني تحدد بالأكثر تديناً، و لا يزال العرب يحتمون بانتماءاتهم خوفاً من الظلم الذي قد يقع عليهم من أنظمتهم، بدلاً من أن يلجؤوا الى الدولة المدنية و الديموقراطية و الحريات و تكافؤ الفرص، وهذه المفردات تتعارض بشكل أو بآخر مع اختيار النواب على أساس الانتماء و تتكرس و تفعل باختيار الشعب للإيديولوجيات و الأفكار و الوطنيين مع غض الطرف عن الانتماء.

دائماً نراهن على وعي الشارع، و نغفل الحقيقة المعاشة، وهي أننا شعوب العالم الثالث في مؤخرة العالم، لو كان الشارع واعياً بما فيه الكفاية لكنا في صف العالم المتحضر، لنترك النظرة التجريدية و لنر بوارق الأمل و الأسماء الوطنية التي وصلت للبرلمان، و لنر النتائج الإيجابية التي حققتها الحركات السياسية الواعية، و لنر الشعب الكويتي بأرقامه الواقعية، و لنر صعود أرقام المرشحة الكويتية، و لنستعد لانتخابات قادمة قريبة جدا.


هامش

أبي وين المحرر اللي قال ان قائمة أنور بوخمسين هي الأوفر حظوظاً؟ فجريدة النهار الآن متشائمة إلى أبعد الحدود
.مقالة د. ساجد العبدلي فيها وجهة نظري.

Monday, 21 April 2008

نـفـخ النهــار الإعـلامي



يقولون بأن وقوف د حسن جوهر مع القائمة التي تضم سيد عدنان عبد الصمد و أحمد لاري و جابر بهبهاني سيكون انطلاقا من كونه في التكتل الشعبي، ثم يشككون بدخول جوهر الانتخابات منذ الأساس، و يربطون تشكيل هذه القائمة بطريقة ما بتشكيل قائمة أخرى من مرشحين جدد (فؤاد البغلي و جميل ميرزا و هاني سيد جابر)، ثم تأتي عملية التفخ و النفخ الإعلاميين، و التي تذكرنا بالنفخ التجميلي، فيقولون بأن أبرز القوائم هي التي تضم أنور بوخمسين الى جانب صالح عاشور و خليل الصالح، و يعدونها الأوفر حظاً.

أما ما يأتي بعد ذلك فيبدو أنه لزيادة حجم الخبر، ما يعنينا هو التهميش و النفخ الإعلاميين الذين مورسا في جريدة النهار، كل ذلك من أجل تكبير حجم مرشحها أنور بوخمسين، فبغض النظر عن التحليلات التي ساقها كاتبهم علي السلطان في هذا الخبر، فإن كانت القائمة التي تضم بوخمسين في الصدارة فبكل بساطة... لماذا؟ خصوصا أن هذه الجملة كانت عنوان الخبر.

فقد الخبر مصداقيته في سياسة النفخ الإعلامي التي مارستها النهار و تمارسها يومياً على صفحاتها الأولى، و قد كان أحد أسباب منع إعلانات المرشحين في الشوارع هو مبدأ تكافؤ فرص المواطنين المرشحين، فلا تطغى إعلانات أصحاب الأموال على الشارع و لا تؤثر في شعبية المرشح كما ينبغي أن يؤثر فيها الطرح الفعلي للمرشحين، لكن النهار أخلت بهذا الميزان.

أقول هذا استكمالاً لموضوع النفخ الإعلامي، ثم ليخبرونا لماذا قائمة بوخمسين و عاشور و الصالح هي الأوفر حظا لا القائمة التي فيها السيد عدنان عبدالصمد؟ و ذلك لنعرف موقعنا من الإعراب.


:الخبر
حسم مرشح الدائرة الاولى سيد جابر بهبهاني خياراته بانضمامه الى قائمة المرشحين عدنان عبدالصمد وأحمد لاري. وقام بتسجيل ترشيحه، وبهذا الحسم تكون القائمة التي شهدت تجاذباً قد حسمت واتضحت صورة التحالفات خصوصاً ان هناك من يؤكد ان النائب السابق د. حسن جوهر الذي لم يتضح موقفه حتى الآن يدعم هذه القائمة من منطلق تكتله الشعبي، على الرغم من ان وضع د. جوهر لم يتحدد بعد حيث تردد انه اعتزال الحياة السياسية ليتفرغ لحياته الاكاديمية، فيما ذكرت مصادر انه قد يغير رأيه في ربع الساعة الاخير في اطار تكتيك انتخابي يعتبره مشروعاً. ويأتي هذا التطور في الدائرة الاولى بعد ان أعلن في وقت سابق المرشحون جميل ميرزا وفؤاد البغلي وهاني سيد جابر عن ترشحهم في قائمة واحدة. في المقابل، تظل القائمة الرئيسة البارزة في صدارة القوائم وهي مؤلفة من النائب السابق صالح عاشور وأنور بوخمسين وخليل الصالح، والتي يتوقع المراقبون ان تكون حظوظها متقدمة عن الاخرى. الجدير بالذكر ان هناك مشاورات تتم على مستويات عليا في الدائرة تفيد بان هناك تنسيقاً بين القائمتين لضمان وصول العدد المطلوب من نواب الدائرة على قاعدة «النسبية» وهي القاعدة المفترض ان تنتج نواباً شيعة ولو كانوا من تيارات مختلفة يعبرون عن قواعدهم مع ان طروحاتهم مختلفة وايضاً نسبياً فهناك من يرى في الطرح الوطني قاعدة ومنطقاً، ومنهم من يرى ان العملية الانتخابية تقتضي اضافات الامر الواقع، خصوصاً ان التجارب السابقة لم تكن في مستوى الطموحات لغياب التنسيق ولكثرة مرشحي التفتيت، وعلى الرغم من ان البعض يتوقع عدم اكتمال التنسيق الا ان معلومات «النهار» تفيد ان الابواب لم توصد بعد. وان هناك استشعاراً بتقليص عدد مقاعد الشيعة في المجلس الامر الذي يتطلب تعاملاً جاداً مع الانتخابات الحالية حتى ولو كانت التحالفات غير استراتيجية ولاتنتج كتلة فئوية، وهو أمر متوقع بسبب تعدد مشارب النواب ومنطلقاتهم وأولوياتهم.

Friday, 18 April 2008

..و أخـيــرا



ترشح السيد عدنان عبدالصمد في الدائرة الأولى بشكل رسمي، الرجل الذي يأخذ عليه بعض الشيعة قلة اهتمامه بقضايا مذهبهم، و يأخذ عليه سراق المال العام وقوفه في صف المدافعين عن أموال الكويت، و هو بالإضافة الى ذلك طالما كان رئيساً للجنة الميزانيات و الحساب الختامي في مجلس الأمة، و هو الذي وقف ضد إسقاط القروض و مع وزيرة التربية نورية الصبيح، ضد علي الجراح و مع أحمد العبدالله.

رجل مفوه ذو منطق، صوته عال و يتكلم ببطء و وضوح، رفض الخنوع الكويتي للظالم صدام حسين قبل الغزو، أبّن عماد مغنية ظناً منه أن الحريات في الكويت أكبر مما هو متوفر، يعلم المخرج القانوني لقضية التأبين، و لربما خرج منها رابحاً، مواقفه الوطنية لا غبار عليها، وقوف جريدة الوطن ضده واضح الأسباب، و ما وقوف بعض الشيعة ضده إلا دليل على أنه رجل جلس على كرسي المجلس بعنوان النيابة عن الأمة الكويتية، نائب عن الوطن.

..الى الآن أتمنى وصوله للمجلس، و سأقف معه طالما هو هكذا، الى أن يستجد أمر ما

Saturday, 12 April 2008

تعـســف الفـرعـيـات



إن كان أبناء القبائل مصرين على عقد الانتخابات الفرعية، ينبغي عليهم اتباع الاسلوب الذي ذكرته في الموضوع السابق عن تجريم الفرعيات، إن الحالة الكويتية الآن تتكون من فريق يؤمن بأن الفرعيات جريمة يتوجب على الحكومة ايقافها، بينما يرى الفريق الآخر صحة الفرعيات كونها تعبير عن الحرية و الديموقراطية، على أن عقد الانتخابات الفرعية لا تمثل إلا ديموقراطية منقوصة و مبتورة.

طبقا للقانون، فإن الانتخابات الفرعية جرم و لا مناص من ذلك، و إصرار بعضهم على عقدها لا يعد إلا مخالفة لذاك القانون، و ما على الحكومة الا إيقاف تلك المخالفة و إلا فإنها لن تؤدي دورها. أداء هذا الدور لا يكون بالمظاهر المتشددة عسكريا، لأن ذلك يعد استفزازا لأبناء القبائل، خصوصا إذا ما أخذت جميع الاعتبارات الاجتماعية و التقاليدية في كيفية التعامل مع هذه الشرائح بعين الاعتبار.

فقد ارتأيت أن على الحكومة أن تبدأ بالمنطق و الحجة السليمة لاقناع وجوه القبائل المتنفذة بخطأ الانتخابات الفرعية، و البدء بالوجوه لأن الوقت يداهم الحكومة و الفرعيات قد تنظم في أي لحظة، ثم تأتي مرحلة التنوير و التوعية العامة.

تعامل أبناء القبائل مع العناصر الأمنية خاطئ أيضا بكل معنى الكلمة، فالقضية إن كانت تحل بالقوة فالغلبة و بكل تأكيد للقوات الخاصة على القبائل، فالصور و مشاهد الفيديو تؤكد ذلك، لكن ما الذي ستصل إليه الكويت من هذا العنف؟ فقانون تجريم الفرعيات أقر منذ زمن، ولابد من الانصياع للقانون الذي أقره مجلس الأمة المنتخب من قبل الشعب، فإن كنا نعتقد أن القانون خاطئ و يتعارض مع الحريات ينبغي علينا مقارعة الحجة بالحجة، لا بالحجارة!

فلا ينقص أبناء القبائل أصحاب الرأي و المناظرات و السياسيين، لماذا لا يتم تحريكهم؟ لماذا يتم تحريك صغار القوم و تحريضهم على العنف ورد الاعتبار؟ لماذا الاصرار على دهس القانون و رجال القانون و الأمن العام من أجل عيون الفرعيات؟ ما النوعيات التي أنتجتها الانتخابات الفرعية للكويت؟ دعونا نتفهم وجهة نظر القبائل، إن كانت هنالك فعلا وجهة نظر تبرر هذا الاصرار الشديد على الفرعيات.

تتهم الحكومة الآن بالتعسف في تطبيق القانون، و أنا أؤمن بأن هناك في القانون ما يمكن التغاضي عنه لدرء المشاكل،
لكن أولا يتهم أصحاب الفرعيات بالتعسف في مخالفة القانون و عقد هذه الفرعيات على الرغم من الكويت؟

Sunday, 6 April 2008

تـجـريم الفرعـيـات




كنت اتمنى ان تتحول الانطباعات التي استلهمت من تصريحات الحكومة و وزير الداخلية الى خطوات ملموسة، كنت اتمنى ان تكون الحوادث التي حصلت أثناء تجمهر مجموعة من أبناء القبائل دافعاً للجدية في تنفيذ القوانين المناطة بالحكومة، و التي يفترض ان يكون قانون تجريم الفرعيات أحدها.

لا يمكن الحد من الفرعيات عن طريق التصريحات الغريبة لوزير الداخلية، و لا بمذكرات الاعتقال، هنالك من يسوغ العمل بالانتخابات الفرعية لعدم الاقتناع بتجريمها، على الرغم من أن القانون أصدره مجلس الأمة المتكون من نواب انتخبهم الشعب، و الذي يعد أنصار الفرعيات أحد مكوناته.

الحكومة لا تتكون من شخص واحد أو اثنين، فلو كانت حازمة في تنفيذ القوانين لأعملت فريقها بتجانس و استخدمت الأدوات الممكنة لضمان إيصال كامل الفكرة لمناصري الفرعيات، و ذلك كأن تكون آلية التعامل مع قضية الفرعيات كقوانين السلامة المرورية مثلا، و القياس مع الفارق.

كما ان تجاوز الاشارة الحمراء مجرم قانونا، و على الرغم من وضوح ذلك لجميع الناس ، الا ان الادارات المرورية في العالم دائما تؤكد إعلاميا على خطورة تجاوزها، و تثير الحملات الاعلامية لحث الحس المروري على خطورة التجاوز، و في بعض الدول المتقدمة يتم التركيز و الاعلان بشكل مباشر على مقدار العقوبة و الغرامة للمخالفات حتى بدلا عن الملصقات الاعلانية على الباصات!

مخاطبة الشارع، و النزول بشكل مباشر الى الرأي العام أدوات حضارية لتكريس روح المواطنة و الالتزام بالقوانين، و لاقناع الاطراف الاخرى بالمشاريع المبتغى تنفيذها، فاسطوانة عدم الاقتناع بتخطئة عقد الانتخابات الفرعية عادت للعمل من جديد، لذا كانت توعية الرأي العام الكويتي خطوة أساسية قبل الحزم في تنفيذ القوانين.

Sunday, 23 March 2008

الحـكـومة الـقـويـة



إذا كانت الكويت تتجه نحو المزيد من الحرية و الديموقراطية كما هو حال مجمل دول العالم، فإن الأحزاب قادمة بلا شك، لكن الأحزاب لا تزال هاجسا مخيفا حتى للداعين الى المزيد من الحريات، و ذلك خوفا من تسيد التيار الديني على مقادير الامور. أثبتت التجربة سهولة سيطرة التيارات الدينية على الشعوب الاسلامية، و ذلك انما يحصل مع حصول الشعوب على المزيد من الحريات، إذن فالحرية هي أسهل طريق لتسيد التيار الديني.

النقطة الثانية التي تعد مدلولاً على اتجاه الكويت نحو المزيد من الديموقراطية هي اختيار الحكومة، فإن تواجد الأحزاب يعني بشكل أو بآخر تشكيل الحكومة عن طريق الحزب الحاصل على أغلبية المجلس، و بذلك تفعل المشاريع الحكومية.

إن العلة الأساسية في التنمية الكويتية هي أن الحكومة بطبيعتها ضعيفة، التركيبة الاجتماعية و السياسية في الكويت تتطلب حكومة قوية تمتلك زمام أمورها، ولا تتضعضع بأصوات النواب في المجلس، خصوصا الذين يسعون لكسب جماهيريتهم عن طريق حناجرهم.

لكن الحال في الكويت أن الحكومة تتشكل عن طريق التعيين بكامل أعضائها، و هي بذلك أقلية في المجلس، و لذا يحصل التصادم و عدم التعاون بينها و بين المجلس، و لذلك اصبحت عملية حل مجالس الأمة دارجة في الكويت.

و بين مطرقة التصادم في المجلس و سندان الحركات الدينية، أصبحت العجلة التنموية في الكويت بغير عزاء تتعزى به، لكن كعملية انتقالية، ما المانع من اختيار رئيس الوزراء بمثل الطريقة التي يتم بها اختيار رئيس مجلس الأمة؟

إذا أن في ذلك يتم اختيار رئيس الحكومة من قبل نواب المجلس جميعا، مما يحقق فيه القبول النيابي، كما أنه يعزز من دعاوي الوحدة و نبذ التحزب على أسس غير وطنية، و يحقق المزيد من الديموقراطية و تداول السلطات في الكويت، و ذلك لا يعني تهميش الأسرة الحاكمة، إذ يمكن في هذه الفترة الابقاء على وزارات السيادة كما هي.

قد يكون هنالك من طرح هذا المقترح سابقاً، و قد تكون فيه شبهات دستورية، لكن ما الخطأ في تناوله في الأذهان؟ فجميع أبناء البلد يسعون لتنمية بلادهم، لكن عدم الشعور بالاطمئنان على موارد البلاد، و وصاية بعض الجماعات أو الأسر على مقدراتها يولد التصرفات اللامسؤولة في استنزاف خيرات البلاد
.

Wednesday, 9 January 2008

اختـلاف مـبـدئـي





أظهر لي الاستجواب الأخير لوزيرة التربية نورية الصبيح مدى الاختلاف الجوهري بين الاطراف المتنازعة ، لقد أوليت هذا الاستجواب أهمية كبيرة لا كعادتي، ربما لوجودي في الكويت، مما أعطاني فرصة الحصول على أكبر قدر من المعلومات و من مصادر و وجهات نظر مختلفة، هنا أريد أن استرعي انتباه الكثير من الأخوة المتابعين للمدونات و للمواقع الالكترونية، و الذين ينهلون منها وجهات نظرهم ، ان المتتبع الحيادي للساحة الاجتماعية للكويت سيعرف تمام المعرفة أن المصدر الالكتروني لتشكيل وجهة النظر غير كاف بتاتاً.


معايشة الشارع الكويتي بأطيافه و توجهاته و دواوينه يرسخ الاعتقاد بأن المدونات و المواقع الالكترونية لا تمثل الا القليل من الآراء، بعضنا معذورون لعدم تمكنهم من معايشة الرأي العام الكويتي على اختلافه.


على كلٍ.. كانت مجرد ملاحظة..


أما المهم فهو الاختلاف الجوهري بين ما يمثله د. سعد الشريع و من يريد استمالته، و بين ما تمثله نورية الصبيح من شريحة كويتية. يضاف الى هذا الاختلاف الكثير من وجهات النظر غير الطافية على سطح هذا الاستجواب.


تابعت الاستجواب، و قرأت الكثير و حضرت بعض الندوات، و وجدت أن المشكلة هي محاولة جميع الاطراف إذابة الاختلاف فيما بينهم، إما أن يقوم الاسلاميون بادعاء عدم وجود وجهة النظر المقابلة، و اما ان يذوب التحالفيون في طريقة الاسلاميين من غير مسوغ.


أضرب على هذا مسألة الاختلاط كمثال، يرى الاسلاميون أن الاختلاط محرم بجميع صوره منذ رياض الاطفال حتى القبر، حتى قال بعضهم أن وجود الوزيرة هذه في التشكيلة يخالف الضوابط الاسلامية، لذا يسعون لنبذ الاختلاط في التعليم الخاص، و قد وضع الشريع صورا لطلبة في الجامعة الاسترالية الخاصة مدعيا مخالفتها لقانون منع الاختلاط.


لا أقول بأن التحالفيون يرون ان الوزيرة سعت جاهدة و لم تخالف منع الاختلاط، إنما أقول أنهم لا يرون في الاختلاط مشكلة من أساسها، و قد قال قائلهم النائب محمد الصقر بأن عدم اختلاط الطلبة الذكور مع الاناث في التعليم سيجعل النظرة المتبادلة بينهم نظرة جنسية بحتة، إن بعضا منا يدفع الاموال و يبذل الجهود التي هو في غنى عنها ليلحق أبناءه في التعليم الخاص، ولا يرغب أن يعزلهم بداعي حرمة الاختلاط.


مناقشة قضية الاختلاط قد انتهت أيامها، لكن -و كالكثير من قوانين هذا البلد الحزين- قننت من غير حلول، إذا اردنا منع الاختلاط لعدة دواع بعضها دينية و اخرى اجتماعية و نفسية، ينبغي علينا حل مشاكل الشباب التي ستنبع من عدم اختلاطهم في المستقبل، كمثال على هذه الحلول:

تشجيع الشباب على الزواج بزيادة القروض و المنح الاجتماعية و قروض السكن بما يتناسب و حاجات الأسرة الكريمة

زيادة الاندية الرياضية و الاجتماعية و دعمها و تقوية أثرها

تشجيع الشباب على التحصيل العلمي و الاعتماد على النفس لكسب العيش و ذلك بزيادة الدعم أو تقنينه كالدول المتقدمة التي تدفع رواتب للطلبة

دعم جمعيات النفع العام و تشجيع انشائها ماديا و معنويا


كل هذا و غيره سيملأ وقت الشباب الكويتي بما هو أهم بكثير من التفكير فقط بالجنس الآخر، لكن على كل تم صرف النظر عن تداعيات القانون من أجل عيون فهم البعض للإسلام، و للأسف أصبحت قضية الاختلاط محرمة بديهيا، كأن يعرض النائب الشريع صورا فيها أمثلة على الاختلاط و يستثير بها همم النواب و الرأي العام الكويتي لمحاسبة الوزيرة، و ذلك من دون مناقشة صحة أو خطأهذا الأمر من الأساس، كقضية الرحلات الخارجية المختلطة التي قام بها الطلبة، يدعي الشريع أن هذه الرحلات مرفوضة تماما و يدعي الوصاية على الأمة فيما ترد الوزيرة بأن هذه الرحلة كانت بإذن من أولياء أمور الطلبة و الطالبات، فوجهة النظر المقابلة الرافضة لمنع الاختلاط موجودة، لكنها خاطئة و ينبغي أن نكون الأوصياء عليها في فكر الشريع.


كذلك قضية الكتب الجنسية في معرض الكتاب للطالبات، إذ رأى الكثيرون أنها جريمة! بينما الواقعيون يرون أن الكتب عرضت لطالبات راشدات يفترض معرفتهن للغث من السمين، لكن مبدأ الوصاية مفروض هنا، و تذوب الوزيرة في هذا المبدأ و تقول أنها اتخذت اجراءات منع الكتب و منع الاختلاط.


لا يكون التعايش الديموقراطي بالذوبان و ادعاء عدم الاختلاف، الصحيح هو الاختلاف و الحرية، لا المنع، و لكل إرادته و اختياره.




هامش

صالح عاشور كان مميزا في الجلسة، على الرغم من استغرابي من بعض مواقفه خصوصا في أول حديثه، لكن الحق يقال بأنه مثل الرأي الثالث الذي تبناه و د حسن جوهر خير تمثيل، إذ أنهم يرون محاسبة الوزيرة، لكن لا بهذا الاستجواب التافه الذي أعطى الصبيح زخما تستطيع به الرد على مستجوبها، لم تكن قوية.. كان استجوابها ضعيفا.

Friday, 25 May 2007

الكويتيون و ما حولهم


الكويت تعيش في وسط منطقة تعج بالصراعات، منطقة دائمة الحركة، و مثيرة للبلبلة على طول تاريخها. إنها منطقة في وسط العالم، تسبح فوق بحر من مصادر الطاقة الأساسية.

جيرانها العراق ، السعودية و ايران، و الكويت دولة وليدة مقارنة بهذه الدول، صغيرة الحجم و السكان بشكل كبير، تعداد السكان بشكل تقريبي للعراق 20 مليون، السعودية 27 مليون، و ايران 70 مليون، أما الكويت فنصيبها مليونين و نصف، الوافدون فيهم الأكثرية.

العراق دولة تعيش تحت وطئ الإرهاب و التدمير و القتل اليومي و فقدان الأمان، ايران تتعرض بشكل دوري لتهديدات عالمية، و السعودية فيها المنابع و الجذور الأساسية للتخلف و الإرهاب الفكري و الديني.

في ظل هذه الظروف اذا نعمنا بنوم هادئ فلنحمد الله تعالى كثيرا، فلا يُتصور للبعيدين أن تكون الكويت بهذا الاستقرار في هكذا أجواء محيطة.

اغلب الكويتيون قدموا من خارجها و استقروا فيها، و الأصح أن كل الكويتيين هكذا، منهم قديم الاستقرار و منهم من هو حديث الاستقرار، و منهم من بعده ما استقر فيها على قرار!

التوجهات الدينية في الشرق الأوسط كأكثر ما تكون، و الكل يجتهد و يتفقه في مجاله و من كل ناحية، و الجميع يدعي التدين و الايمان، و الأفكار تتناثر بين يدي أهل هذه المنطقة كتناثر غبارها.

لا يوجد مثال كامل للديموقراطية و المشاركة حول الكويت، جل ما حولها دول بوليسية، أو على الأقل غير ديموقراطية تحاول الحفاظ على ملكها قدر المستطاع و لأطول مدة ممكنة.

و فوق كل هذا زُرعت دولة تدعى اسرائيل في قلب هذه المنطقة، و مصائبها لا حصر لها، و لا يوجد أي بريق أمل لانفراج المشكلة و اقتلاع الزرع الهجين.

لنكن متشائمين، فالمنطقة غير مستقرة، لا من كل ما سبق، فكل ما سبق لم يكن خطرا على الكويتيين بشكل مباشر، فكلهم ينعمون بخيرات و نعم الله تعالى، ما يدعونا للتشاؤم انما هو الاستقطاب الطائفي الحاصل في المنطقة، و آثاره جلية و تامة الوضوح في الكويت.

الخطر يتهددنا عندما نتفرق و نحقد و نكره بعضنا البعض، عندما تحركنا الفتاوي و الاقلام و القنوات المشبوهة، عندما أختلف مع جاري و جاري يختلف مع زميلي في العمل و زميلي يختلف مع صاحبي في الديوانية، و جميعنا يتمنى زوال الآخر، حتى لو لم نسع شخصياً لذلك.

و السؤال لكل كويتي مغفل متأثر بهذا الاستقطاب، ألم تشعر بعد أن إثارة النعرات الطائفية لعبة؟
لا أؤمن بنظرية المؤامرة المبالغ فيها، لكن نجاح سياسة بعض الدول تقتضي إثارة النعرات و التفرقة في غيرها، و هذه النعرات مثارة بشكل منظم و واضح و في وقت واحد، و جميعها من مصادر غير أمينة على ما تملك من معلومات, و شخصياً لا أرضى أن يحركني شخص آخر كدمية متى ما شاء، و ان يضعني على الرف متى ما لم يشأ.

Wednesday, 9 May 2007

درء الفساد عن طريق المعاد

بنظرة تجريدية الى حالة التخلف و الانحدار التي نعيش فيها، و بتمعن و تعمق و الذهاب للبعيد، أجد أن السبب الأساسي للتخلف هو عدم الإيمان بالمعاد و الآخرة، إذا اعتبرنا الفساد الاداري كأحد صور التخلف في بلادنا، كون التوغل في البيروقراطية و التمادي في القفز فوق القوانين و مشاركة باقي الناس في ذلك يؤدي بشكل أو بآخر الى انتشار حالة الفساد و بالتالي التخلف عن ركب الأمم المتحضرة و الغربية بالذات مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل مجتمع و اختلاف الاعتقادات و التقاليد الموروثة من بلد الى اخر، أخص بالذكر هنا الكويت كوني معني بها لا بغيرها، أجد أن المحسوبية و المحاباة أساسان جل الاعتماد عليهما في سير العمل

إن النظرة الضيقة الى الحياة و اعتبارها غير منتهية، و تضييق اهداف الانسان الى مجرد الحصول على ثروة او منصب او حتى سعادة، أدى الى القفز فوق الحواجز و تعدي الخطوط الحمراء لاستنقاذ ما يمكن انقاذه من اهداف الثروة و المنصب و السعادة مثلا

أما جعل الايمان بالاخرة و الحساب و الكتاب و الميزان حاضرا عمليا في سلوك الانسان لا بسوغ له في اي حال من الاحوال التعدي على اي حد من الحدود الانسانية، و يجعل الالتزام بالقانون جزء رئيسي في شخصيته. فلا يتعدى ولا يكذب ولا يتآمر و لا يحابي و يظلم لأن في ذلك اضرار بنفسه اولا و اخيرا

حتى اخر ما تنتجه الحضارة الغربية الرائعة لا تستطيع السيطرة على نزعة الفساد ما دام الوازع الشخصي غير مضمون في شخصية الانسان، لكمنا الحاصل هو ان الانسان الغربي اكثر ايماناً بالانسانية و حب الوطن، و هتان ركيزتان لنبذ الفساد
لكن ترنو الى بالنا مسألة هنا، و هي ان المؤمن بالآخرة و المعاد و صاحب الوازع الشخصي بأي قانون يمكننا ان نلزمه او يلتزم به عملياً؟ سنؤجل هذا الى موضوع لاحق ...
Website counter