Tuesday 3 June 2008

عدنان و نتائج الانتخابات على لسان الدعيج

تستهويني الكثير من مقالات عبداللطيف الدعيج، أراه دقيقاً فيما يقول، و في المقالة التي كتبها في السادس و العشرين من مايو ما يكفي لتبيان بعض الحقائق، و فيها ما يتعلق بسيد عدنان عبدالصمد، كان عنوان المقالة ’لا أحد يستفيد من الخصومة’:

اغلب الذين فوجئوا او لم يتقبلوا نتائج انتخابات الدوائر الخمس، هم الذين كانوا يتوقعون الكثير من نظام الدوائر الجديد، من دون ان يلاحظوا ان الناس هم الذين يختارون، وهم الذين يحددون، وأن من الصعب تغيير خياراتهم بين يوم وليلة. الدوائر الخمس مكسب شعبي قياسا الى نظام الخمس والعشرين، لم ينقل البلد او يقفز به الى الامام، ولكن المؤكد انه منع المزيد من التدهور والانحدار.

في واقع الأمر، لم تكن طبيعة النظام الانتخابي الجديد هي السبب المباشر او الوحيد في عدم توافق نتائج الانتخابات والاحلام او الآمال الشعبية والوطنية التي بنيت عليها، بل ان الخلافات التي دبت في صفوف القوى الوطنية وبعض التكتيك الذي لم يتلاءم والنظام الانتخابي الجديد اثرا بشكل فعال ومباشر في النتيجة.نشير هنا بالذات الى الانقسام الوطني الشيعي – السني، الذي اتحد في حركة نبيها خمس، وشكل دعما وطنيا قويا لمرشحي الحركة الوطنية ولعموم المرشحين الذين دعموا حركة نبيها خمس. لقد كسبت قوى الردة - مع الأسف - من اثارة قضية التأبين، وخسر التياران الوطنيان داخل الطائفتين من الانقسام و«التشره» الذي خلفته قضية التأبين.

منذ البداية انتقدنا موقف التيار الوطني، واشرنا الى خطأ تجاهله للأزمة، والى عدم تسجيل حضوره وموقفه منها. لقد اختار التيار الوطني السلامة بالوقوف موقف المتفرج وبعدم الافصاح عن موقفه في قضية التأبين، رغم ان القضية انفصلت وتحولت من قضية تأبين الى هجوم شرس ووقح على كل طرف وطني، كان كل ذنبه انه كان الطرف الشيعي الوحيد الذي ايد الدوائر الخمس، وانه الطرف الوطني الشيعي الوحيد الذي تصدى لقوى الفساد «الزرق» بسنتها وشيعتها مثل ما تصدى قبل ذلك لحرامية المال العام.

لكن مع كل هذا، فإن الخطأ لا يعالج بالخطأ، والاوطان والقضايا الوطنية ليست ثارات وحزازات، بل مصالح وامانات تروض النفس على تلبيتها، ويعرض المال دفاعا عنها. انقسام الصف الوطني او بالتحديد قوى نبيها خمس ادى الى هذه الفجوة الملحوظة التي تمدد منها الكثيرون. اليوم المطلوب تناسي الخلافات والعودة الى توحيد الصفوف، وما فاتنا تحقيقه في الانتخابات العامة مطلوب التعويض عنه في انتخابات المجلس.

No comments:

Website counter