Showing posts with label انسانيات. Show all posts
Showing posts with label انسانيات. Show all posts

Friday, 25 December 2009

في ذكرى عاشوراء

سمة العبيد من الخشوع عليهم :: لله إن ضمتهم الأسحار
و إذا ترجلت الضحى شهدت لهم :: بيض القواضب أنهم أحرار

Wednesday, 3 June 2009

حوار غريب

يوم الثلاثاء3 يونيو
الساعة العاشرة و ثلث مسـاء
هي:
"توعدني انك ما راح تخطفني؟"
أنا:
"أوعدج"
حوار حقيقي دار في مدينة التحرر الأخلاقي من جميع القيود!

Thursday, 2 April 2009

مشاهدات


الإم اند امز تهاوشوا و تزاعلوا، و النتيجة كلما نشتري ام اند امز نحصل على لون واحد!
فعندما تختلف الكوادر يقع الضرر على القواعد



يتخرج طالب الهندسة من الجامعات الصعبة بالتابوت



دعم المواهب الفنية المتطوعة





موضة العروبة عند الاستراليين

Monday, 2 March 2009

أحلامي

لا أدري ما هو الأمر الذي يساعدنا على أن نحلم و نحن نائمون، بعض يقول أنها أحداث سابقة عايشناها و نحن نعيد صياغتها أثناء النوم، و بعض يقول أنها أحداث سوف تحدث مستقبلا تم تخزين صورها في الذهن منذ ما قبل خلق الكون!

بعض يقول أنها معلومات نعرفها لا معنى لمجموعها الذي يظهر بصورة حلم، لكن النوم يعزل الشخص عن الاعتبارات الاجتماعية و التكلفات اليومية، مما يجعله صريحا بمشاعره و رؤاه و تصرفاته حتى لتصل الأمور الى درجة التمادي الجنسي الذي قد لا يتجرأ أحدنا أن يصل إليه في عالم اليقظة، و هذا ما ينعكس بشكل خارجي "يعرفه الشباب جيدا"!، لكن منا من لا يتمادى و تحكمه ضوابطه حتى اثناء الحلم.

على كل حال، فإنني ما كتبت هذا الموضوع الا لأنني صرت أعاني من تأثير الأحلام علي، لا أقصد أنها كوابيس تفزعني، ولا أنها نتيجة نومي الثقيل، فنومي في هذه الأيام أخف من أجنحة الطيور! و بعض أحلامي أكثر وردية من شفق السماء!

بل صارت أحلامي ذات وطأة شديدة على يومي، صرت أحلم كل ليلة حلماً تبقى صوره في مخيلتي لعدة أيام، و مشاعري التي عايشتها أثناء الحلم تستمر معي يومين أو ثلاثة! و لا أنكر أنها ليست المرة الأولى، لكن كثرتها صارت ظاهرة ملفتة للنظر.

كنت أتحاشى الأحلام أحياناً عن طريق التفكير العميق قبل النوم، فأفكر و أفكر حتى أنام، عندها يكون النوم فاصلاً أكمل بعده تفكيري في الصباح، ما يعني أنني سأستيقظ متعباً، ولا أنكر أنني افكر أثناء نومي أحياناً!

ربما كانت حالة غريبة، ربما لا، ربما للكثيرين مثل هذه الحالات، و قد روى لي أحدهم أن أحد الشخصيات المشهورة مرت بمثل هذه الحالات.

لا أدري هل هي حالة مُرضية، أم انها مَرَضية؟

Sunday, 2 November 2008

الجنوس


لن أخوض في التسميات و الأنواع و التقسيمات، لكن هنالك فعلا قسمين رئيسيين، الأول يعاني من مشكلة فسيولوجية فيضطر أن يصوغ حياته بطريقة مضطربة الجنس، القسم الآخر هو من لا يعاني من مشكلة، لكنه أحب الطريقة المضطربة، و هو بذلك يمارس طريقة الجنس الآخر بالحياة.

هؤلاء لم تجبرهم الظروف المناخية، ولا الظروف الفسيولوجية على التكيف مع الطريقة الأنثوية في الحياة، لكنهم يريدون أن يشبعوا بعض الغرائز الدفينة التي قد لا يدركونها هم أنفسهم، ربما أجبرتهم الظروف الاجتماعية على ذلك، لكن الظروف الاجتماعية غير مقبولة كعذر لتبرير أخطائنا و تصرفاتنا التي تحتاج الى تفسير.

بالنسبة لي لا تأخذ مسألة الجنس الثالث حيزا في حياتي، و إفراد موضوع في هذا الشأن لا يعني أنني شديد الاهتمام بهذا الأمر، و لايعدو كونه تأثراً باحتكاك بسيط في الآونة الأخيرة مع قضية من هذا النوع، مما أثار في التساؤلو التفكير الجدي، و وصلت الى أنني فعلا أنظر إليهم بعين الشفقة، كما أنني أنظر الى المضطرب و القلق بنفس الطريقة، فهم جميعا يعانون الاضطراب و القلق و الحاجة غير المستوفاة.

لكن ’الجنوس’ يثيرون الشفقة أكثر من غيرهم من حيث أنهم لا يدركون فعليا ماهي حاجاتهم، هل هي حاجة جنسية؟ أم حاجة عاطفية؟ أم أنها الحاجة الى الراحة و نبذ الأعباء التي يعيشها باقي الرجال؟ أم الحاجة الى النظافة و الأناقة على فرض أن باقي الرجال غير نظيفين ولا أنيقين!؟ أم ماذا؟

و هل يتطلب إشباع هذه الحاجات القفز الى الجهة الأخرى من الجدار البيولوجي بين الذكر و الأنثى؟

أما إن كانت المسألة مجرد طريقة للحياة، lifestyle، فإنهم يلبسون بهذا ثويا غير ثوبهم، و يركبون مركبا لا يليق بهم، و يمشون مشية لا تناسبهم. كل ما عليهم التفكير به هو المستقبل، المستقبل مرعب لأغلبنا، فكيف بمن يتنكر لهويته الجنسية و يجهل أقرب الناس إليه وهو نفسه؟ حتى أكثر المجتمعات تطورا و تحررا و التي قننت هذه القضية لم تتقبل فكرة الجنس الثالث بكل سهولة.

Tuesday, 21 October 2008

Saturday, 18 October 2008

لوحتـان

رسمت هاتين اللوحتين في أحد مقاهي استراليا، باعتبار كونهما لوحتين هما لا يحتاجان الكثير من الحديث و الشرح، هما يتحدثان عن نفسيهما، طبعا أنا لست فناناً ولا أحب الرسم كثيرا، لكنني أحب أن أرى اللوحات و الرسمات على رغم كوني لا أحب أن أرسمها بنفسي عادة، اللوحة الأولى اسمها "خطوط المشاعر"، و الثانية اسمها " الشرق الأوسط"، لا أكذب ولا أبالغ حين أقول أن كل خط في هاتين اللوحتين له معنى خاص.



Feelings lines



Middle East

Sunday, 28 September 2008

الخلق الإجتماعي


للكثير من المثل و القيم البسيطة بالغ الأثر في الحياة الاجتماعية الحديثة، الكثير من الاخلاقيات التي قد تعد بسيطة الفهم و مناسبة لصغار السن تكون في الحقيقة هي المحرك الأكبر لحياة "الكبار" الاجتماعية و السياسية، من أمثلتها الصدق و الكذب و الوفاء بالعهود.

هذه المفاهيم البسيطة قد تكون هي المحرك الأساسي للمجتمعات، لكن على شرط نقاء الفطرة و نظافتها في هذه المجتمعات، فعندما تتلوث فطرة المجتمعات و تتأثر بالثقافات غير النظيفة ستكون قراراتها غير سوية، فلا تتحرك وفق الفطرة و لا تتأثر وفق المفاهيم الأساسية البسيطة، بل تكون المصالح الخاصة و النزوات أساساً لتحركها، إضافة الى الدعاية و الأثر الاعلامي المكون لحالة " الوقر في الآذان" فلا تستطيع حينذاك الاصغاء لنداء العقل.

بذكر الأثر الأساسي للمفاهيم البسيطة على حياة الشعوب نقل لي عن أحد الأصدقاء الأمريكيين أنه رفض التصويت لتجديد الولاية لبوش قبل أربع سنوات فصوت لمنافسه، لماذا؟ لأنه كذب على الشعب الامريكي حين ادعى أن أزماته ستنتهي بالحرب على أفغانستان و العراق، لا لانتماء هذا الصديق الأمريكي للحزب الديموقراطي المنافس أو ما شابه، فلا خلاف سياسي هنا فكل الأمر ينحصر بمسألة أخلاقية بسيطة.

و سواء صحت مقولة هذا الصديق أم لم تصح، المهم هو أثر المفهوم الأخلاقي على الموقف السياسي أو ما يوازيه، بكن النظرة المجتمعية غير السوية و المغايرة للأمور تكون لأمرين متداخلين، الجهل و اختلال المفاهيم، سواء البسيطة أو المعقدة، و عند ذكر النظرة المجتمعية فالأمر يختلف عن النظرة الفردية كما هي بالنسبة للصديق الأمريكي، فهي لا تعني أو ترادف الاختلاف الثقافي بين الشعوب، إنما تعني الموقف الشعبي و النظرة العامة المكونة للرأي الاجتماعي و المحرك لكل هذه لهذه المواقف اتجاه القضايا المرتبطة بالشعوب و مصائرها.

فالمجتمع يكون في مرحلة الخطر اذا وصل لمرحلة من الاختلال الاجتماعي بحيث تتغير الموازين فيه عن الفطرة السوية، و الأمثلة القرآنية لتجربة الشعوب الماضية تحكي مراراً عن مثل هذه الحالات، منها قوم لوط عليه السلام، الذين فقدوا صوابهم و داسوا على الفطرة و أخلوا بالميزان الاخلاقي، فصارت فواحشهم محاسن بالنسبة إليهم، كذلك أهل مدين قوم شعيب عليه السلام، دعاهم شعيب لاحترام العهود و عدم أكل الأموال من الفقراء و العدل في الكيل و الميزان و ترك ميكيافيلية التعامل الاجتماعي و التجاري، لكن ما يظهر من الآيات الشريفة أن تلك الحالة كانت سائدة في قوم شعيب، و في كليهما أتى الناس عذاب شديد بما كانوا يخلون بالميزان الأخلاقي، إذ صار المعروف منكراً و المنكر عندهم معروفاً، و هذا ما يحدث في آخر الزمان قبل مجيء المهدي عليه السلام.

و على الرغم من عدم نزول العذاب على هذه الأمة، إلا أن نفس الأسباب المسوغة للعذابو نفس الآثار السيئة لهذه الأسباب مازالت حاضرة و لها كل الأثر، فكان من رحمة الله سبحانه و تعالى أن عذب أولئك الأقوام لكي لا يتأثر اللاحقون بما أفسد قبلهم وأخل من موازين، و على اعتبار حصول نفس الأسباب في آخر الزمان فلا يكون نزول العذاب مطهراً للأرض من المفاسد، بل كان خروج المصلح هو الحل الوحيد لإعادة المجتمعات الى الفطرة الطاهرة السوية، هذه الفطرة التي تتضعضع تحت نير الماديات و تقريب الأغنياء لغناهم و النيل من الفقراء، امتصاص مساكين الأرض و مستضعفيها و التهام ثرواتهم الطبيعية، الوسائل اللاأخلاقية لتحقيق الأهداف المشبوهة، تلويث الأخلاقيات العامة لدواع لا تمت للإنسانية بصلة، فمتى كانت الحرية مدعاة للتحرر الأخلاقي الجنسي؟ هذا إن صح التعبير بـ"تحرر" عنها، إذ ماكان احترام الحرية الا تقديراً لمكانة الانسان و الإنسانية، و التحلل الجنسي مشوه واضح لكرامة الإنسان، فالجنس حاجة غريزية ما ان امتلكت الانسان إلا كانت كالنزوات الأخرى كالأكل و الشرب.

تلك النزوات يشترك فيها الانسان مع الحيوان، و هذه المشتركات امتلكت الحيوان فجعلته في منزلته التي هو فيها، بينما في الإنسان حاجات هي أسمى و أشرف من هذه النزوات، الكرامة و الشرف و الروح العالية و السعادة الدائمة الكاملة و الكمال في كل شيء أهداف الانسانية.

أما معاني الحرية و العدالة و المساواة فما هي إلا وسائل و طرق لتحقيق الأهداف الانسانية السابقة، و استخدامها السيء يؤي الى تلويث الأهداف الانسانية و تحريك النزوات الحيوانية المردية للإنسان، و هكذا هي المجتمعات، كيان إنساني في أعلى المراتب، فما أعلى من الإنسان الا مجموعة أكبر من هذا الانسان، الا الناس، فالمجتمعات تتغذى على القيم و المبادئ التي إن تلوثت تلوثت المجتمعات، وهي لا تتأثر بالغرائز و الشهوات كالأفراد بقدر ما تتغذى على القيم و الثقافات.

و هذا يعيدنا مجدداً الى كربلاء و بطل كربلاء، كونه مشرع أساسي في الإسلام بدلالات أحدها حديث الثقلين، دراسة مبادئه هي دراسة لمنهج الإسلام، تضحيته بينت بجلاء أهمية القيم الإجتماعية على القيم الفردية، فما زالت قضيته معياراً لتوزيع الأولويات في سلم القيم، فعندما ندرك تفوق أهمية القيم الاجتماعية الباقية على القيم الفردية الزائلة فإننا نذكر تضحية الحسين عليه السلام بنفسه الأبية العظيمة من أجل القيم الكبيرة المغذية للمجتمعات في المستقبل.

فالحسين عليه السلام هو أشرف و أفضل و أعظم ممن عاصروه جميعاً، ولا غبار في ذلك، فلماذا إذن يضحي بهذه النفس الكاملة؟ أوليس الكمال الإنساني هدف الإنسانية؟ هو قد بلغ الكمال الإنساني، لكنه ضحى بحياته من أجل الكمال الاجتماعي.

فالمجتمع هو المظهر الأساسي للكمال الإنساني، فبلغ سيد الشهداء بتضحيته عليه السلام ذروة الذرى و أعلى عليين، لذا كانت هذه التضحية مناراً و شعاراً يستدل بها الأسوياء الذين لا يريدون لمفاهيمهم و قيمهم الإعوجاج بالغرائز و الجهلاتالتي تحركها رغبات النخبة من الطواغيت المستكبرين أصحاب المصالح و رؤوس الأموال، فصارت القيم و المفاهيم الأخلاقية البسيطة هي محركات المجتمع المتغذي بروح الحسين عليه السلام، و كانت نظافة هذه المجتمعات واضحة فصارت سجيتها رفض الظلم و التعدي على الكرامة الانسانية بشتى الطرق، و السعي نحو الكمال الاجتماعي السامي في القيمة على مراتب المخلوقات، فتحقق بذلك هدف الخلق و هدف الإنسانية، فالجميع الآن ممتنون لدم الحسين عليه السلام الذي أراقته الوحوش في كربلاء، و بتعبيره عليه السلام عنهم بـ"عسلان" الفلوات كفاية
.

Sunday, 14 September 2008

قصاصات


السعودية تمدد امتياز شيفرون من دون الرجوع للكويت
وافقت الحكومة السعودية بشكل نهائي على اتفاق تمديد امتياز نفطي لشركة
شيفرون الاميركية في المنطقة المحايدة التي تتقاسمها مع الكويت، فيما اكدت
مصادر نفطية في مؤسسة البترول ان هذا التمديد لم يناقش مع الكويت. واوضحت
المصادر ان انباءا كانت افادت، في وقت سابق، ان السعودية تبحث تمديد امتياز
شيفرون لمدة 6 أشهر، لكن القرار النهائي لم يبحث مع الكويت، على الرغم من اتفاق
الجانبين السعودي والكويتي على اجراء مباحثات مسبقة لأي قرار يتعلق بالمنطقة
المحايدة، والتي تعمل فيها شيفرون

..احنه طوفة هبيطة من زمان
يقال ان وزير النفط الأسبق علي الجراح أوقف العمل في المصفاة الرابعة استجابة لرفض سعودي. كانت الكويت لاعباً سياسياً مهماً في الشرق الأوسط، لكنها الآن صارت أقل من عادية، الطريف في الأمر أننا لا نزال نظن اننا "نازلين من السما" و أننا شعب الله المختار، لكنني بدأت أعتقد بما قاله لي صديق في أحد الأيام، أن الاستراليين ينظرون إلينا كحشرات
.



القرضاوي يحذر من غزو شيعي للمجتمع السني

حذر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي، من ازدياد المد الشيعي،
داعيا علماء المسلمين إلى التكاتف لمواجهته.واكد القرضاوي لصحيفة المصري اليوم
المستقلة، في عددها الصادر امس، ان "الشيعة مسلمون، لكنهم مبتدعون، وخطرهم يكمن في
محاولتهم غزو المجتمع السني، وهم يهيئون لذلك بما لديهم من ثروات بالمليارات،
وكوادر مدربة على التبشير بالمنهج الشيعي في البلاد السنية خصوصا أن المجتمع السني
ليست لديه حصانة ثقافية ضد الغزو الشيعي". وأضاف: "نحن العلماء لم نحصن السنة ضد
الغزو الشيعي لأننا دائما نعمل بالقول: ابعد عن الفتنة لنوحد المسلمين وتركنا علماء
السنة خاوين".وتأسف من وجود شيعة في مصر. وقال: "حاولوا قبل ذلك عشرات السنوات أن
يكسبوا مصريا واحدا، ولم ينجحوا من عهد صلاح الدين الأيوبي وحتى 20 سنة مضت".
وأضاف: "هم الآن موجودون في الصحف وعلى الشاشات ويجهرون بتشيعهم وبأفكارهم، ويعملون
مبدأ التقية وإظهار غير ما بطن، وهو ما يجب أن نحذر منه، وأن نقف ضده في هذه
الفترة، وأن نحمي المجتمعات السنية من الغزو الشيعة".


بحياتي ما شفت هالكثر تناقض بتصريح واحد، في بداية الأمر ما هو سبب وجود المد الشيعي الحالي؟ لماذا تدور هذه النغمة في أيامنا هذه أكثر من غيرها؟

السبب واضح، و هو الحضور الشيعي القوي في القضايا الكبيرة التي تخص الأمة الإسلامية، حضورهم القوي في مواجهة أمريكا و اسرائيل، و حضورهم الفكري المصاحب للانتشار السهل و السريع للمعلومات، لقد وجد الكثيرون في الحركة الشيعية الحل لمشاكلهم الروحية و الاجتماعية و السياسية، في ظل الحضور غير المحبب للأطراف المناوئة للشيعة، و خير مثال على ذلك التصريح الجديد للمفتي السعودي صالح اللحيدان الذي يبيح قتل بعض ملاك القنوات الفضائية (مع بعض الشروط).

أضف الى ذلك كله قول القرضاوي أن المجتمع السني لا يملك حصانة ضد الثقافة الشيعية، و يبرر ذلك بتقصير العلماء السنة و لا يبرره بقوة الطرح الشيعي.

يرى القرضاوي ضرورة وحدة المسلمين، و في نفس التصريح يحذر من المد الشيعي، هل كيف يكون التناقض إذاً؟

يؤكد القرضاوي توفر الأموال الضخمة عند الشيعة، و لم يجهد نفسه قليلاً بالمقارنة بين الأموال الشيعية و السنية إن صح التعبير، فالواضح جداً أن الشيعة أقل أموالا و عدداً من السنة.

أخيراً يقول أن الشيعة ينشرون أفكارهم في المجتمع السني و يجهرون بها، لكنهم مع ذلك يعملون بالتقية! هل كيف يكون التناقض يا شيخ؟

متى سنقارع الحجة بالحجة؟

Tuesday, 5 August 2008

قصاصات على مكتبي

عندما يتكلم الأحمق، يصدقه الجاهل، و عندما يتكلم الجاهل سيصدقه الأحمق، ولا مكان للعاقل بينهم، فلن يصدقه الأحمق.. ولا الجاهل!


لماذا بعض الكويتيين يكرهون إيران أكثر من كرههم لإسرائيل؟ بالأحرى لو كانت الدولتان تشكلان خطراً على الكويت، فهل خطرهما متساوي؟ و هل السعودية تشكل خطرا على الكويت و على اقتصاد الكويت و أمنها؟


عندما يطوف المسلمون حول الكعبة، لماذا بعضهم يفسر الطواف تفسيرات لا نفهمها، كأن يقولوا بانه طواف حول العرش، أو انه ذوبان في سلوك الملائكة عند طوافهم حول البيت المعمور؟ إن تعظيم الأشياء يكون بالطواف حولها، و قد أمرنا الله بتعظيم شعائره، و الكعبة من شعائره، فتعظيمها بالطواف حولها و هذا يكفي.


كم إله للمسيحيين؟ هل سأل أحدكم مسيحياً: كم إله لديك؟ الإشاعة عندنا تقول ثلاثة، لكن المسيحيون يقولون واحد.


بعض الناس يمتلكون عزة نفس تكفيهم مؤونة الغربة، اخوانه البنغال، و اخوانه الصينيين مع كل أسف ما عندهم هذي الميزة، يتوقعون الإهانة فينالونها سريعاً، باقي البشر ينتظرون اشباع غرورهم بالتشفي ممن هو على استعداد لتحمل الاهانة.


أحب الليل فالليل يخفيني، و يبعدني عن مسؤوليات جسام، أحب الليل فهو في الصيف يخفف لهيب النهار، و في الشتاء يلوح لنا ان اخرجوا فيه و تسمروا فالليل فيه طويل، أحب الليل ففيه أشعل شمعتي و أشرب قهوتي.


الإيذان بنهاية العالم هو شروق الشمس من الغرب، فرصة وقوع هذا الحدث مرة واحدة كل يوم، انها نسبة كبيرة بما يكفي لأن نستيقظ مبكراً حتى لا تفوتنا الفرصة.


فلم باتمان الجديد، فارس الظلام، جميل جداً بما يكفي لأن ننتظر الجزء التالي.

Thursday, 22 May 2008

و حقـقها المــان

و فاز مانشستر يونايتد بدوري أبطال أوروبا، البطولة ذات المستوى الأرفع، حيث كان النهائي انجليزياً خالصا ضد تشلسي الذي أبلى بلاء حسناً، يقول محلل قناة إس بي إس الرياضية أن هذا النهائي كان الأفضل و الأجمل منذ خمسة سنوات، فالفريقين كانا قويين و كل منهما يمنع الآخر من تسجيل الأهداف على مرماه، بالإضافة لقوتهما الهجومية، لذا لم تكن غير الضربات الترجيحية حكماً بينهما، فهما مستعدان للعب الى الأبد.

و فعلاً كانت المباراة مثيرة حتى آخر دقائقها، و التي شهدت ’هوشة’ و طرد دروغبا، لكن الأمطار الشديدة في موسكو أخذت مأخذها من اللاعبين، ففي المطر يقل التركيز و تكون انزلاقات اللاعبين و الكرة في أرجلهم واردة دائماً، و لعل إضاعة الركلة الترجيحية من تيري كانت بسبب المطر ليس إلا.


كريستيانو رونالدو أثبت نفسه نجماً في الكرة، و حركاته في الملعب دائماً خطيرة بالإضافة لإجادته لضربات الرأس، لقد فرض رونالدو نفسه لاعباً في صفوف الكبار، على الرغم من محاولاته الدائمة ليكون مميزا و مختلفا عن باقي اللاعبين، و هذا ما انعكس في تسديده للترجيحية و إضاعتها، لكن على كل حال فإن فوز مانشستر سيعزز من قوته مستقبلا، فهو حافل بالعناصر الشابة، وهو ناد ولود للاعبين المميزين، و كما قال المحلل فإنه سيغدو أكثر قوتا و إرعاباً في السنوات القادمة مع كل ما حصده من أموال و جوائز في هذا الموسم.

Wednesday, 21 May 2008

عدنـان و الوطـن

شنو سالفة الوطن؟

في يوم الانتخابات وضعوا صورة سيد عدنان في الصفحة الأولى في الحسينية الجديدة وهو في مهرجان التأبين الذي أقامه للشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، و اليوم في تاريخ 21 مايو وضعوه أيضاً في الصفحة الأولى وهو يتلقى قبلة على رأسه، مع العلم أنه لا يوجد ارتباط مباشر بين الصورة و موضوع الصفحة الأولى.

لعل ما تفعله الوطن تنفيذ للكلام الذي كتبه نائب رئيس تحريرها وليد الجاسم سابقاً من أن اثبات وطنية السيد عدنان عبدالصمد سيكون بتنظيم تأبين للشيخ سعد، و هذا ما حصل بالفعل، فلربما تعد هذه الصور اعتذاراً من جريدة الوطن، أو اعراباً منها عن وطنية السيد عدنان عبدالصمد.

يكفيني رجمٌ بالغيب، و يكفيني تحليلاً، لكن أين ذهبت مقاييس الوطنية؟

لا أشك بوطنية سيد عدنان و حبه للكويت، وهو حب الإنسان الطبيعي لأرضه و شعوره الوجداني بالانتماء، لكن مقاييس الوطنية لا تكون بالبهرجة، و كذلك جميع المدعيات، كالتدين مثلا، المتدين لا يكون متديناً بالكلام ولا حتى بالمنظر و الشكل، إنما بالأفعال.

أولم تنتبه الوطن الى مواقف هذا الشخص في المجالس السابقة؟ أولا تقيم أداءه و عمله فترة الغزو الصدامي الغاشم؟ الجميع يستطيع أن يدعي حبه للشيخ سعد، و الجميع يتغنى بوطنيته و أعماله، حتى مبارك البذالي! لكن من منهم يعمل و يدفع ثمن مواقفه الوطنية، و من منهم يصعد على أكتاف غيره و يجني ثمار مواقفهم، و لنا في قضية اسقاط القروض شاهدا حياً.

شعوبنا و بكل أسف تنتبه لصغائر الأمور، و تتأثر بالكلمات الرنانة و تترنم بألحان الخطابات العالية، و تطرب سريعاً للإيماءات، لكنها تتغافل عن التقييم الحقيقي لمن يعمل و من لا يعمل، و هم كمن يقيم بلال الحبشي بعدم نطقه للشين، بينما شين بلال كانت سينًا عند الله.

Tuesday, 22 April 2008

الاسـطوانة السنوية لدوري الأبطال


ما إن تبدأ مباريات الحسم في دوري أبطال أوروبا حتى أسمع أسطوانة يتم ترديدها سنويا، من هي أقوى دولة و أفضلها في كرة القدم في أوروبا. ثم تبدأ التحليلات و العد و الأرقام ستتطاير من هنا و هناك عن التاريخ و النتائج و النقاط و الى آخر تلك الاسطوانة، فمنهم من يقول اسبانيا و منهم من يقول انجلترا و منهم من يقول ايطاليا.

لكنني أجد أن جميع الفرق لا تلعب إلا لمصلحتها الخاصة، لا لمصلحة البلد الذي تنتمي إليه، خصوصا إذا كانت الفرق قد تمت خصخصتها و تمليكها لأي كان، ثم إن الكثير من الفرق الأوروبية تحتوي على مدرب اجنبي و نجوم أجانب لا ينتمون للبلد الذي جاء منه الفريق، ولا أعتقد انهم يفكرون في الرفع من شأن بلد الفريق بقد ما يريدون رفع شأن بلادهم.

و الكثير من المحللين يعقدون كرة القدم، و يجعلونها أكثر من مجرد رياضة فيها قدر محدود من التكتيك، فاللاعب الذي يركض أكثر و يسجل و يمرر و يسدد بشكل أفضل هو الذي سيساعد فريقه لنيل الفوز، و التبديلات الذكية و التوزيع السليم للاعبين هو التكتيك بعينه، و كثيرا ما تلعب نفسيات اللاعبين دورا هاما في تحديد نتائج البطولات.

الفريق الذي تتم مراعاة نفسية لاعبيه، و الذي يتم فيه المحافظة على مستوياتهم الفنية و البدنية، هو الأقدر على تحصيل افضل النتائج و المراكز في دوري الأبطال أو في غيره، و كل ذلك يتطلب إدارة جيدة و أموالاً كافية، و لا دخل في ذلك للبلد الذي جاء منه الفريق، إلا إذا وضعنا بعين الاعتبار أن بريطانيا ذات اقتصاد و إعلام قويين، مما يساعد على تحسين أداء الفرق و صقل المواهب الكروية، كما أن الجو العام في اسبانيا يساعد على تحسين نفسيات اللاعبين، و الدور الذي تلعبه الكرة في إيطاليا سيضيف الكثير للنوادي و الفرق الرياضية من اهتمام اعلامي و مالي.

المسألة أبسط بكثير من حصر الأرقام و النتائج و التواريخ، لا أرى أي دخل لليفربول بأداء مانشستر و لا برشلونة بتشلسي في دوري الأبطال، ولن يسمح تشلسي بأن يمر ليفربول من خلاله الى النهائي مرور الكرام لمجرد أنه فريق انجليزي من نفس الطينة، كل سيلعب لحسابه الخاص، لكن ما يثير الضحك و الاشمئزاز في نفس الوقت هو تعصب الجمهور العربي لا للفرق فقط، بل حتى لدولها، بينما لاعبو الفرق الأوروبية و دولها في واد آخر.

Thursday, 17 April 2008

فلسـفـة الـثروة





تعتبر الحالة المعيشية أهم عنصر من عناصر التمييز في المجتمعات، و الطبقية من أجلى فتائل الأزمات، و ما نرى من نعمة وافرة، إلا و حولها حق مضيع، حتى في الدول الفقيرة نجد فئات في تلك الدول تملك ما لا يمتلكه أغنياء دول تعد أفضل حالا.

كثيراً ما يكون تقييم الناس للناس على أساس الطبقة الإقتصادية، بل يكون هذا المعنى في العادة جل التقييم بين الناس. تتوجه القلوب باتجاه رؤوس الأموال، و في بعض الدول يكون التمييز الطبقي وفقا للفئة الاجتماعية علاوة على الفئة المادية أو الإقتصادية. لكن تبقى الطبقية المادية مناط الإختلاف و التمييز.

السؤال هو هل وجود التمييز الطبقي بين فئات المجتمع يعد مشكلة؟

التمييز بحد ذاته أمر لا مهرب منه، و اعني بالتمييز فعلية الاختلاف الطبقي على أرض الواقع و بالارقام والحسابات، إذ أن من الناس من هو مجتهد مثابر يعمل و يتعب من أجل التحصيل، و هنالك ’التمبل’ الخامل الذي لا يجتهد في التحصيل و المثابرة، كذلك الوراثة المادية لها دور رئيسي في التحصيل، هذه اختلافات فعلية موجودة في الواقع النظري، لكن ظهور التمييز الطبقي في الواقع العملي اليومي هو الذي يعبئ الشحنات المتنافرة بين طبقات المجتمع، وهو في ذات الوقت يملأ الكثيرين بالدعة و الانقياد خلف أصحاب رؤوس الأموال، و هذا ما اقتضته الرأسمالية.

إذابة الفوارق المادية تساعد على بلورة الشخصية لدى أفراد المجتمع بغض النظر عن المستوى المادي، و قد ذهبت الاشتراكية الى تكريس قوة الطبقات الكادحة العاملة على أنها أساس الانتاج و التحصيل المادي، و قد كانت لذاك المذهب تصادمات شديدة مع المناهج الأخلاقية و الإنسانية، بالإضافة الى أن فكرة شيوع الثروة و توزيعها انما نتجت تحت وطأة الطبقية و نير الطغيان المادي، فكانت ثورة تستغل التنافر بين الطبقات الغنية و الفقيرة، و هي بتلك الحال ظلمت المجتهدين و قتلت روح التحصيل و الإبداع.

إن جوهر الإختلاف يكمن في المنهج الأخلاقي و الوجودي للناس، فإذا كان الناس خائفين على شيء ما يملكونه من الضياع و التلف، و يخشون فقدان الاعتبارات المادية، و كان ديدن وجودهم التحصيل المادي، في هكذا أسلوب للحياة يحق للناس بذل الجهد المضني و تفجير المشاعر من أجل الحفاظ على الممتلكات الخاصة، و من أجل الحصول على المنصب المادي أو الابقاء عليه، بيد أن المنهج الأخلاقي سيتعارض في النهاية مع الطرح الطبقي و إظهار الفوارق المادية بشكلها المبهر.

لذا كان الواجب على أصحاب المنهج الأخلاقي الذي يقدر قيمة الإنسانية على اعتبار أنها مصدر الكمال و السعادة أن لا يعطي للفوارق المادية أكثر من قيمتها، و أن لا يخرجها خارج حدودها، إن الثروات تنتقل و تنتقل مصادرها من يد إلى أخرى، و الموت شاهد حي بيننا على حقيقة أن العوارض المادية لا تمت لقيمة الإنسان بأي صلة، لكن ما يحصل هو أن النفس البشرية أضحت تواقة للثروة لا لذاتها، و لكن لما تحمله تلك الثروة من أذرع سلطوية، فلا يحب أحد الذهب أو ورقة الدينار أو الأرض لأنها ذهب و دينار و أرض، إنما لما فيها من كمالات اخترعها البشر و ربطها شعوريا أو لا شعوريا بالسلطة و التحكم و الراحة و الحصول على أكبر قدر من السعادة و طرد أكبر قدر من التعاسة و الحزن.

ذلك الانقياد للثروة و المادة لم يكن ليأخذ هذا الحجم من الإهتمام عند الناس لو أنهم أدركوا معنى الكمال الإنساني، بدليل عارضية الاعتبارات المادية ندرك أن الثروة لا تعبر عن الكمال الإنساني، و بتجاربنا الشخصية أدركنا أن الأموال ليست المصدر الفعلي للسعادة و البعد عن الأحزان و التعاسة، فالقيمة الإنسانية أكبر من العوارض، لذلك لا ينبغي أن تعطي الثروات لأصحابها أي قيمة إنسانية إضافية.

إن تمركز رؤوس الأموال و وجودها عند فئات تسخر العمال لتشغيلها يؤدي بشكل أو بآخر الى بناء الهرم الطبقي، لكن إظهار التميز في الطبقات العليا سيؤدي إلى أن ’يتبيغ في الفقير فقره’، فيتصور أن سبب السعادة توفر الأموال، و عندما يريد الناس المحافظة على سعادتهم التي تهبها لهم ثرواتهم و طبقاتهم الاقتصادية فإنهم سيسحقون كل من تسول له نفسه ان ينال حصة من تلك الثروة، لأنه بذلك سينال حصة من السعادة التي لا يتنازل عنها الإنسان حتى وهو بكامل إنسانيته، لأن نيل السعادة هي الهدف الأساسي. لكن عدم ربط السعادة بالأموال سيريح بال الناس من الاندفاع نحو الثروة و المادة، و لا يبقي للإنسان شيئاً بالإمكان فقدانه غير كمالاته الانسانية التي هي تحت سيطرة الجميع.




يحكى أن تماراً كان يبيع تمره في سوق الكوفة، و لتنوع أصناف التمر و جودته قام بتفريق التمر الى ثلاثة أصناف طبقا للجودة، و أراد بذلك أن يبيع كل صنف بسعر معين وفقاً لجودته، فالتمر ذو الجودة العالية يباع بسعر عال، أما التمر ذو الجودة المنخضة فيباع بسعر منخفض، حينها جاءه الإمام علي عليه السلام فقام بخلط التمر و أمره بأن يبيع تمره وفقاً لمعدل الأسعار الثلاثة، قائلا: لماذا تفرق بين عباد الله في غذائهم؟ لذلك كان يلبس الخشن و يأكل اليابس، تكريس فكرة وحدة الإستهلاك ستذيب التفاوت الطبقي حتى في ظل وجوده، وهي فكرة ذات قيمة عالية اقتصاديا و إنسانياً.

Sunday, 13 April 2008

نحـن و الـقـهــوة



لم أكن أتوقع أن حب القهوة علامة مميزة في شخصيتي، الى أن قالها لي أحدهم، أشرب القهوة بشكل يومي، أحيانا اشرب كوبين من القهوة يوميا، أحدهما نهارا و الآخر مساء. شرب كوب من القهوة ينعش يومي و يرتب أوراقي، يحسسني أنني أملك يومي فأقضيه كيفما أشاء.

اختيار القهوة يوحي إلي نمط شخصية الإنسان، و أمزجة الناس قد تختلف باختلاف أيامهم، و أنا تختلف قهوتي على اختلاف مزاجي، و حالاتي، في بعض الأحيان لا أشرب القهوة، أو أشربها بأقل مقدار، و أظن الموكا هي المطلوبة في هذا الحال، في أحيان أخرى عندما يكون يومي سعيدا و مرتبا أشرب قهوة أقوى، اسبريسو، لكن في الأوقات العادية و أغلب أيام السنة يكون الاختيار المتوازن هو المرغوب، لعل اللاتيه أفضل اختيار.







اللاتيه يعد أفضل اختيار، و اكثرهم حكمة، إنه يمثل لي الشخصية المتوازنة، غير المشوبة بالمشاعر، قليل من الحليب و قليل من القهوة، الأفضل أن تكون القهوة مركزة و الحليب خفيفا. عندها ترتسم في سطح القهوة زخرفة جمالية تكمل روعة الإحساس الداخلي بجمال المنظر الخارجي.




و على الرغم من توافر مقاهي الستاربكس في جميع الأنحاء في العالم، إلا أنه يعد اختياري الأخير، فهو بالنسبة لي أسوء الاختيارات، أو هو الحل حيث لا أجد غيره، و لذلك أسباب.




ستاربكس قهوة عالمية، شعارها أحد مظاهر العولمة، يهيأ لي عند السفر، و للوهلة الأولى أن العرب أكثر البشر تأثرا بالعولمة، لانني أجد انجاذبهم شديدا لستاربكس و غيره من مشاهير القهوة، بما يعني لي أنهم منعدموا الثقافة، شعوب استهلاكية بحتة، حسنا، أنا لست ضد العولمة، بل معها، أتمنى أن تكون للعالم ثقافة واحدة و لغة واحدة و لباس واحد، فيتعامل الناس مع بعضهم على أساس إنسانيتهم، ولا يتعرضون للصدمات الثقافية و الفروقات في العادات و التقاليد، لكن ماهو دوري في إنشاء تلك الثقافة الموحدة؟

من حق أصحاب النفوذ و المال نشر ثقافتهم للآخرين، و استقطاب العالم إليهم، لكن من حقي الاختيار، يتوجب أن نختار ما يناسبنا، ليصنعوا ما يشاؤون، لكن لنختار نحن ما نشاء، و أطلق القاعدة هذه على جميع جوانب حياتنا، خصوصا الدينية و السياسية.

إن توجيه القيادات السياسية للقواعد و الجماهير أمر محبب، لأنه يجعل القرار السياسي مسؤولا لا ينبع من العواطف و المشاعر التي تقود الجماهير، أحياناً تكون القرارات السياسية غير المرغوبة عاطفيا للناس هي الحل لمشاكلنا، و العكس بالعكس، حيث تكون بعض المطالب الجماهيرية مبنية على العاطفة، فإذا اتخذت القيادات مواقفها بناء على مشاعر القواعد عندها ستفرز لنا مواقف كإسقاط القروض، مبنية على الأحاسيس و دغدغة الشعور.

إن الحالة المثالية هي أن تكون للطلائع الدينية و السياسية و الثقافية برامج عمل و أفكار محددة نابعة من العقل و الموقف السليم، بينما للجماهير حرية الاختيار و التفكير بما يتناسب مع الظروف الشخصية لكل فرد.

لهذا كان عدم اختياري لستاربكس، لأنني لا أريد أن أكون مسيرا بلاشعور، كما أن قهوتهم لا تستهويني أبدا، لأنهم لا يبذلون المجهود الذي تبذله المقاهي الأصغر حجما في جودة قهوتها، كوستا كوفي جيدة لكنها ليست بمستوى كولومبوس و التي تعد بالنسبة لي الأفضل في الكويت، خصوصا "الفريدريكوز"، قهوة كاريبو أفضل من ستاربكس و أسوء من كوستا، لكنهم جيدون في اختيار المكان.



المقهى المفضل بالنسبة لي هو "ميرلو"، إنها متكاملة بكل معنى الكلمة، للأسف لا تملك فروعا خارج استراليا، لكنها الأفضل حيث أنها تملك مصانع البن الخاصة بها "التوريفازيوني"، فهي تمثل المقهى المحلي الحريص على سمعته و المتخصص في فن القهوة. وهم دائما الأفضل في العروض و لهم تصاميمهم و ألوانهم الخاصة ، البنفسجي و الوردي و الازرق و لون الستيل، بالإضافة الى الخشب و القليل من اللون الأزرق.







القهوة الاسترالية الأخرى هي غلوريا جينز، وهي تتخذ سياسة التوسع، لكن لهذا السبب تبدو أقل اهتماما و حرصا على الجودة، فأصنفها بعد كولومبس. هكذا ينبغي أن يكون الإختيار لمذاهبنا السياسية و الدينية، من التجربة و الدراسة الشخصية و النظر عن قرب، لا أن تسيرنا القيادات وفق تشخيصاتها، ولا أن تسير الجماهير قياداتها وفق مشاعرها و أهوائها.

Saturday, 12 April 2008

تحـدث عن نـفـســك


الناس هكذا... الكويتيون هكذا… الامريكان هكذا… الصينيون هكذا
على أي أساس حكمت هكذا؟

الكثيرون يتحدثون بالنيابة عن غيرهم، و يطلقون لتحليلاتهم العنان، كأنهم صانعوا هؤلاء البشر، فيبني أحدهم آراءه على أن المجتمع الغربي متحلل، و المجتمع الشرقي محافظ، من غير أن يخالط أياً منهما. فيكتب و ينظّر و يحلل و يطبق وفقاً لما يراه في مخيلته صحيحاً تصوراً لا تصديقاً، بل إنه تصور هش لا يستند على أية أسانيد.

هذا الأسلوب لا ينطبق على المواقف المتخذة من البشر و حسب، بل يتعداها حتى إلى المواد التجارية المتداولة مثلاً، و العلوم و التكنولوجيا و أغلب فروع الحياة، لا أعلم من أين جاءت هذه المواقف و التحليلات، يقول شيئا و أرى شيئا آخر!

يخالط أحدهم الغربيين سائحا في الغرب، يبتسمون في وجهه، فيحكم قاطعاً بحسن نواياهم، ثم يتعرض لسرقة فيحكم ثانيا بخبث سريرتهم، يرى بعضهم يعمل نهاراً فيحكم بنضجهم، و يرى بعضهم يتسكع ليلا فيحكم بتفاهتهم.

فأي حكم نقر، و بأي رأي نأخذ؟

لكل منا دائرة معارف قد تتقاطع مع غيره، تتكون من الاقارب و الأصدقاء و المخالطين بشكل عام، هذه الدائرة قد لا تلتقي بتاتا مع دوائر أخرى أكبر حجما و تأثيرا، عندها لا يحق له اطلاق الأحكام على البشر أو على غيرهم بغير استقراء منطقي متين، إذ يصدر العلماء الأحكام العقلائية وفقاً لتجاربهم و مبتنياتهم القائمة على أساس إحصائي، وهو بدوره قائم على أساس عقلائي، لكنهم على الرغم من ذلك يعترفون بقصور هذه الأحكام عقلياً، و يقرون أن للقواعد شواذ، وبذلك قالوا أن إثبات الشيء لا ينفي ما عداه.

إن ما يطلق عليه "ستيريو تايبنغ" يساعد الإنسان على اتخاذ القرارات السريعة و التصورات السطحية، فالنظرة التجريدية تجعل الأشياء أكثر بساطة و الأحكام أكثر سهولة، لكنه لا يعطي أحد الأحقية في التحدث نيابة عن غيره، فيقرر ما يحبون و ما يكرهون.

حتى مع الإحصاء الدقيق و التفكير العميق، النظرة الشمولية التجريدية غير ثابتة إن كانت تتعامل مع البشر، فالبشر يملكون المشاعر و القرار، لهم حرية الإرادة و الموقف، ففي النهاية هم يختارون طريقهم حتى و إن كان لا يتناسب مع القاعدة، نعم، هم هكذا عادة، لكنهم قد لا يكونوا هكذا بالضرورة.

Friday, 4 April 2008

في الأســفـار



الناس يختلفون، و تختلف اهتماماتهم، و تختلف امنياتهم، هذه حقيقة، و الحقيقة الأخرى هي أن في الأسفار ينضج الإنسان. لكن عليه أن يحسن الاختيار، سواء للمكان الذي يريد السفر إليه أو الزمان الذي يسافر فيه، المدة، المرافقون، الأمتعة، و الى آخر القائمة.

عندمت تسافر، خذ كتابين أو ثلاث، قد تنهي أحدهم، قد تمل من أحدهم، قد تسأم أحدهم، فتغير متى ما شئت، خذ دفترا و قلما، فقد تكتب، و قد ترسم، و قد تدون ملاحظاتك المهمة كالأرقام و العناوين. خذ كاميرا، و احرص على ان لا يغطي جمال الصورة و زاويها على جمال الذكرى، فإن ما يبقى في الصورة هي الذكرى.

اذهب الى ما لا يمكن ان تجده في بلادك، لا تذهب الى المجمعات التجارية و في الكويت تستطيع الذهاب اليها متى ما شئت، لا تذهب الى الجو المشابه لجو بلادك، اذهب الى معالم مختلفة، لا جبال في الكويت، ولا غابات ولا أنهار، فاحرص على الجبال و الغابات و الأنهار، التاريخ في الكويت لا يمتد كثيرا، اذهب الى بلاد تاريخها يضج بالحياة.

اذهب الى المعالم الرئيسية في العالم، برج ايفل، سور الصين، تاج محل، اوبرا سيدني، تمثال الحرية، الاهرامات، بيغ بن، اذهب الى حيث ترى عالما مصغرا تعيش فيه مع جميع الشعوب، اذهب الى المدن الكبيرة الشهيرة، نيويورك، لندن، باريس، بكين، طوكيو، روما، سيدني، حتى تتعرف مياشرة على الحضارة الحديثة، و لا تنخدع بما يقال عنها سلبا او ايجابا، و أضمن لك وجهة نظر مختلفة.

اذهب الى الأراضي العذراء، الى طبيعة الأرض كما وجدت منذ أن خلقت، تخلص من هموم الناس، و شوائب معاناتهم اليومية، و اغرس اقدامك في أرض لم تقطر عليها دماء ولا دموع. اذهب الى الجزر الاستوائية المترامية في أطراف القارات.

اقض وقتا في القراءة، و وقتا في الجلوس وحيدا، في الحديث مع أهل ذلك المكان، في المشي، في التسوق. لتكسب الخبرة الكافية و الحكمة المطلوبة، فأهل الخبرة الحكمة أقلنا تسبيباً للمشاكل، و ألاحظ أن أغلب المواقف السيئة التي يتخذها الناس تكون مبنية على معلومات خاطئة.

و السبب الآخر للمواقف السيئة سواء كانت مواقف فكرية او دينية او اقتصادية هو عدم تبني فكرة خاصة، إن النزول لرغبات الآخرين أمر جيد، لكن الناس تريد كل شيء، عندها سيسود التناقض حياة صاحب الموقف، و ستكون مواقفه انفعالية، لذا ينبغي على كل منا الاختلاء بالنفس، و التفكير، و بناء المواقف و الافكار وفقا لقناعاتنا، و اتخاذ هذه القناعات بشكل هادئ غير منفعل ولا متشنج.

Wednesday, 2 April 2008

فـلســفـة الـفـنـــون



بكلمة واحدة، الإنسان ناقص يسعى للكمال، و ناقص لا تعني أنه غير تام الخلقة، بل تعني أنه في وجوده محتاج مطلق، يلعب به الزمان، و يقيده المكان، تقتله الشرقة و تنتنه العرقة و تؤذيه البقة. وهو مع ذلك قابل للتكامل و ساعٍ الى سد مختلف حاجاته.

حاجات الإنسان تختلف مع اختلاف المكان و الزمان، لم يكن الانسان يحس بالحاجة لامتلاك سيارة فخمة في الزمن السحيق، كما أنه لم يعد في حاجة الى ستر عورته بالجلود غير المغزولة. لذلك فالمناهج و التيارات و الديانات الناجحة لا ينبغي لها أن تضع اتباعها في قالب محدود مكانيا و زمانيا، فلنفرض أن دينا تم اختراعه في كندا الباردة، سيفشل إذا فرض الأصواف و المعاطف لباسا دائما للبشر!

لذلك، مخطئ من يعتقد أن دينا سماويا كالإسلام يضع قيودا للباس و للشكل العام، إن دينا منزلا من الله سبحانه و تعالى، و مستمر لآلاف السنين يجب أن يراعي المتغيرات الزمانية و المكانية، فلا أصدق من يعتقد بإسلامية لباس أو لغة أو اسم. فلا أعطي أهمية للزي الديني –مع اختلافه- توازي أهمية الدين.

أصل الحجاب ديني، لكن مظهره يختلف، يقال بأن نساء عصر النبوة كن يُظهرن آذانهن، أصل الاستياك ديني، لكن المسواك قد يتحول يوماً الى فرشاة أسنان و معجون.

يراعي الدين حاجة الانسان لسد نواقصه، و لطالما كان هذا الانسان في حاجة دائمة..
في حاجة الى الجمال و الكمال، في حاجة الى الصدق و الإخلاص، في حاجة الى الحب و القوة و الشجاعة..

و بالإصغاء الى صوت التاريخ السحيق، سنسمع فنون الأجيال القديمة تصدح معلنة عن حاجاتها المفقودة، و كلما توغلنا عمقا في التاريخ، أيقنا أن الفن هو أنطق قاصٍ له. و بالنظر الى امكانيات الانسان القديم العلمية و الميكانيكية، سندرك الجهد الذي بذلته تلك الاجيال صنعا لفنونها.

ذلك لأن الفن هو النافذة التي ينظر الانسان من خلالها الى عالم الكمال و الجمال و سد الحاجات، باختصار، إنه نافذة الانسان الى الجنة، أي جنة كانت، على اختلاف المذاهب و المناهج و الأديان. تلك النافذة التي فسرت لنا مدى النقص الذي كان يشعر به الانسان، و مدى الحاجة لسد ذلك النقص. تلك الفنون كانت بمجملها للأمم غير المتدينة بأديان الله تعالى، لأن الدين الإلهي هو البوابة –لا النافذة- التي ينطلق من خلالها الانسان الى كمال الروح و جمال المعاني، و ينظر الانسان في عالمه الأخروي الى النماذج المثلى للطهارة و الجمال و الاخلاص و القوة في الله تعالى و فيمن أرسلهم.

أما غير المتدينين بأديان الله، فقد أثروا الدنيا بجمال فنونهم، و بقت فنونهم الجميلة تزهو بين أبحر الدم في الحروب التي خلدت الى جانب الفنون، و غالبا ما تكون الفنون مرتبطة بالمعابد و الأساطير، ذلك لارتباط الفن و الأديان بالحاجة لتلبية النواقص التي يشعر بها الانسان، ارتباط الانسان بالإله يلهم الانسان شعورا بالقوة و المنعة، حتى من قبائح الافعال و الماديات و الشكليات، فكانت الفنون رافدا أساسياً لإضفاء الصورة الجميلة التي يمثلها قاضي الحاجات –الإله- للإنسان. عدا بهرجة الحضارات لإثبات قدرتها.

و من هنا ندرك أن الكمالات المادية التي مثلتها فنون الحضارات السابقة، و التي تعد مظاهرا لعظمتها، إنما هي تعبير إنساني رفيع، و صرخة ألم تبوح بها الانسانية عن حاجتها للطهارة و للمثل الأخلاقية و للكمال الإنساني الفعلي. فحالما يدرك الإنسان الطريق الأمثل لسد تلك الحاجات توقف عن البوح فنيا و ماديا عن حاجته، لأنه حينها سيكون في الطريق لسدها.

Tuesday, 25 March 2008

عـيـب




كلمة "عيب" لم تعد متداولة كما عهدتها سابقا، ربما لأني كنت صغير السن، و الصغار يتعلمونها فيستخدمونها لسهولتها؟ لكنني كدت أنساها و أنسى استخداماتها عندما كبرت، لم تعد ترن بها آذاننا، في الحقيقة، لقد قل استخدامها بشكل مريب.

العلماء يقولون ان الإنسان عندما يكبر سنا تزداد عنده الاعتبارات الاجتماعية، فيزداد حياء و انتباها لتصرفاته، فتصبح تصرفاته أكثر حذرا و تصبح شخصيته أوقر و ارزن مما كانت عليه في الصغر، لكن هل هذا هو واقع الحال؟

التصرفات الخاطئة توصم بأنها "عيب"، لكن عندما نكبر تتغير الكلمة إلى "فشلة" و تصرفات "تفشل"، لو القينا الضوء على الإحساس الذي تعطيه ايانا هاتان الكلمتان، و بتسليطه على الفرق بينهما، نجد أن "فشلة" تصف سوء الفعل باعتبار نظرة الآخرين إليه، بينما "عيب" التي يستخدمها الاطفال تعطي معنى اعمق!

صحيح أن الكبار اكثر وقارا، لكن ذلك لازدحام الاعتبارات الاجتماعية في اذهانهم، و لاختلاف اهدافهم المرجوة عند الاهتمام بها، إذ أن مراعاة الآخرين بالنسبة للكبار قد يكون تبعا لما يصبون إليه من أهداف ليست بالضرورة حسنة، فبالرغم من ازدحام تلك الاعتبارات الاجتماعية، هنالك ازدحام للتجارب الخبيثة و الشهوات و النزوات السيئة التي تراكمت بفعل ماديات الحياة.

عندما تصبح المادة و السلطة و عوارض الاوصاف هي ما يصبو اليه الفرد الكبير، ستغدو مراعاته للآخرين بهدف الوصول الى تلك العوارض، فتصبح التصرفات السيئة بالنسبة له "تفشل" بلحاظ الآخرين و تكون حجر عثرة أمام السعي نحو الأهداف الدنيئة منزلةً، لكن ذات العمل السيء بالنسبة للكبار لا يعد سيئا لو عُمل في المريخ حيث لا رقيب و لا حسيب.

لكن الصغار لهم كلمتهم العميقة، عندما تقال "عيب" وصفا للأعمال السيئة، فإنها لا تعطي اعتباراً عند الطفل لنظرة الآخرين، عندما يتعلم الطفل أن الأمر الفلاني "عيب" فإنه "عيب" في جميع الأحوال، هذا ما توحيه لنا الكلمة، إن الهدف الذي يصبو إليه من يعتبر العمل القبيح "عيبا" سيتعدى العوارض الزائلة، فبالنسبة له للعمل القبيح ذاتية قبيحة تفرض عليه الابتعاد عنه، فلا يخون الأمانة إن لم يكن له رقيب، و عندما يتعدى الحدود سيشعر أنه في الحقيقة أخطأ في حق نفسه، في حق سموها و تكاملها، في حق وطنه و رفعته، في حق مجتمعه و قوته، لا في حق مكانته الاجتماعية و المادية الزائلة شاء أم أبى، فنرى بعضهم ما إن يسافر الى بلد بعيد حتى يتحول الى شخص مختلف، فما إن تتغير الظروف تتغير الاعتبارات، لكن يبقى الحسن حسنا و القبح قبيحاً في عقول الساعين الى الكمال.

Sunday, 23 March 2008

قيمـة الانسـان ما بين العـقـل و الـقـوة

ما الذي يقصده محمد علي كلاي من الإشارة التي أداها لبوش؟ البعض يفسرها بأن محمد علي أراد أن يقول لبوش: هل انت مجنون لتلاكمني؟! فأنا كنت من القوة بحيث انني استطيع سحق وجهك بقبضتي، و انت من الضعف بحيث انك لن تستطيع ان توجه لي لكمة حرية برئيس أقوى دولة في العالم.

لكنني أفسرها بشكل مختلف قد لا يقصده محمد علي بتاتاً، انظر الى تلك القوة التي كان يملكها محمد علي كلاي، انظر الى الملكات و الطاقات و المؤهلات التي زينت حياته، انظر اليها الآن، هكذا الإنسان، يعيش في أوج قوته و طاغوتيته، و ما يلبث إلا أن يقع فريسة الأيام، لكن ما يبقى هو ذلك العقل الذي يبقي على انسانية هذا الجسم.

لا تفقد عقلك يا رئيس أقوى دولة، يا رئيس رائدة الحضارة، اجعل عقلك دليلك، اجعله قوتك، لا تفقده لبريق الشهرة و شهوة القوة، الإنسان بعقله، لا بعضلاته، الكثير من الحيوانات تملك عضلاتا أقوى، بل هناك مخلوقات غير حية أقوى من هذا الإنسان، الجبال اصلب و اقوى، الماء مكون للبحار العميقة، الرياح، الامطار، النار...

البشر جميعا يملكون عقولا، لكن من منهم مستثمر لعقله، البشر لو تحاكموا الى القوة التي أراد بوش الاحتكام اليها لم يعد الفرق بينهم و بين باقي المخلوقات فرقا معتدا به، الانسان بعقله يصدر حكما في اي اتجاه يسير و يدعو غيره اليه، و الى اي موضع يبقي احاسيسه و مشاعره و انتماءه.

لا تركن الى القوة يا بوش، ففي يوم من الايام ستغدو أسير الضعف مثلي، يساعدوني على الحركة، و لا أمثل للناس الا ماض قد كان سعيداً، بعقلك سوف تبقى مؤثرا، بالمنطق و المشاعر الإنسانية سوف يراك حاضرا و مستقبلا أسعد من الماضي الذي كنت فيه لهم

.
Website counter