Tuesday 25 August 2009

داوود حسين

لست متابعا جيداً للتلفزيون، ولا أشجع متابعة المسلسلات في شهر رمضان، لكن من خلال برمة سريعة على المسلسلات الجديدة في اليوتيوب تبين ان الناس مو عاجبها شي، كل الناس يتحلطمون على "هبوط مستوى" المسلسلات.

كثيرون يدعون عدم وجود اهداف للمسلسلات، متناسين ان هدفها الترفيه، و أحد تلك المسلسلات مسلسل داوود حسين دي-تيوب.

داوود حسين فنان تلقائي يؤدي أدوار كثيرة متفاوتة في التعقيد و البساطة، و متمازجة مع واقع الحال، يثير الضحكة بكلامه العادي، هذا بالاضافة الى جودة التصوير و الألوان في المسلسل.

هناك انتاجات اخرى مثل "صوتك وصل" الذي باستمراره سيكون قفزة نوعية كبيرة للحريات الإعلامية، وهو بالفعل متميز.

نعم في ناس قاعدة تشتغل و تبدع، أما البطالية فهم اللي مجابلين التلفزيون و مو عاجبهم شي.

Sunday 16 August 2009

حريق الجهراء

اذا كنت في الكويت ولم تجد على السقف كاشف للدخان (سموك سنسر) و لا (هيت سنسر)، و اذا لم تعرف أقرب مخارج الطوارئ من المبنى الذي تعمل فيه، و اذا لا تعرف اماكن الاسعافات الاولية او مواقع طفايات الحرق فاعلم ان هناك من لم يتحمل مسؤوليته، و أنك بشكل أو بآخر في خطر.

لا علم لي عن كل دول العالم المتقدمة، لكننا في استراليا على الأقل نتعب لكثرة ما نشاهد تعليمات السلامة، و لكثرة المداخل و المخارج و الاجراءات المتوخاة استعداداً لأي كارثة، و هذا ان دل على شيء فإنما يدل على الوعي و على أهمية الانسان.

يا ترى هل تحتاج الكويت لأن تضحي ب40 أماً و أختاً و زوجة لكي يستفيق أصحاب عنتريات التراشق الطائفي من هذيانهم و يدركوا أن ما يتوهمون أنها بطولات في الدفاع عن مذاهبهم لا تؤدي الا للهدم لا البناء؟

هل يدرك أصحاب المصالح و العنصريات أنهم يعيشون في دولة متخلفة لا اعتبار فيها لحياة الانسان؟

لا يدعينّ أحد التدين أو الوطنية وهو لا يتحمل مسؤوليات عمله، لأن ازهاق الأرواح الأربعين في حريق الجهراء ما هو الا نتاج للتخاذل و الفساد في دولة نظن انها تتقدم بينما هي تتدحرج نحو التخلف.


Monday 3 August 2009

القروية و الانفتاح


لو تخيلنا قرية صغيرة اقتصادها مغلق، يعيش أهلها على مواردهم الخاصة، لا يستوردون و لا يصدرون من و الى خارج أسوار القرية، يتبادل أهلها منتجاتهم المحلية ليغطوا احتياجاتهم العامة، عندها قد يعيشون حياة متعبة و و مرهقة، لكنها حياة سعيدة لا تتطلب الكثير من الاحتياجات.

لكن ما إن يذهب أحد تجار القرية ليجلب بضائعا من الخارج، حتى يطلع أهلها على احتياجات لم يكونوا قد فطنوا اليها، إذ يبدؤون بلبس أحذية من الجلد الايطالي بدلا من النعال، و يأكلون الصمون الفرنسي بدلا من خبز التنور، و ينشون الغترة بدلا من تركها مريضة و منهكة، و يكوون ثيابهم بعد غسلها بالغسالة التي لم يكونوا يعرفونها، و يأكلون الآيس كريم البارد بعد أن لم يكونوا يعرفون من البرد غير قرصة الشتاء.

و بعد أن تعرفوا على تلك البضائع و أخذوا باستخدامها، صارت بالنسبة لهم حاجات أساسية لا يمكنهم التنازل عنها، هذا اذا لم يبحثوا عن المزيد، لهذا صارت حياتهم أسلس و أسهل و أسرع، و صار بإمكان شباب القرية استثمار وقتهم بشكل أفضل لانتاج أكثر و أسرع.

كل هذا يحدث إذا اخترق أحد أهل القرية جدرها و حيطانها و تعرف على بضائع القرى و المدن المجاورة، و إلا لكان أسمى هدف لشاب في القرية هو حصوله على وجبة لذيذة في نهاية اليوم.

كلما ازدادت افق الانسان اتساعا كلما تعرف على حاجات جديدة أكبر و أفضل من حاجاته القديمة، و هنا شبهت القرية بمجتمعاتنا الصغيرة، فقد تكون تلك القرية دولة كالكويت مثلا، أو تيارا أو مذهبا أو عائلة.

كثير ممن أعرف لم يطلعوا على ما عند غيرهم، فأهدافهم لا تتجاوز أقصى ما يشاهدون في حياتهم، و قلما يشاهدون أمثلة ترقى لكي تكون أهدافا، الكثير من الناس مقتنع بما لديه أو راض بالأهداف التي رسمها لحياته و ذلك لأنه لم يشاهد غيره كيف رسم الأهداف و حققها.

كثيرون يعتقدون أن الكويت جميلة، لأنهم لم يشاهدواما وصل اليه الآخرون، كثيرون يعتقدون أن الكويتيين حلوين، لكن بالنظر الى غيرهم نجدهم في قمة الجكر، كثيرون يعتقدون أن نسبة السنة 85 في المئة من الشعب، و كثيرون يعتقدون أن الشيعة اكثر من 30 في المئة من الشعب، كثيرون يعتقدون أنهم و كبراءهم أكثر الناس علما و تدينا، كثيرون يعتقدون أنهم أكثر خبرة و ذكاء و حكمة.. كلهم لم يشاهدوا ما عند غيرهم.

القناعة كنز فيما يتعلق بالمادة، لكن الذين يركضون كحصان السباق، تغطى جوانب نظره لكي لا يلتفت و ينظر ما حوله بلا اختيار منه، أهدافه رسمتها طبيعة حياته التي لم يطلع على غيرها.


التمدن و التحضر الفكري يكون بالخبرة و بالانفتاح على الآخرين، لذلك أجد أن أصحاب الخبرة و أصحاب التجارب أكثر تقبلا للحوار و أفضل انفتاحا و فهما للآخرين، و بالتأكيد أكثر نجاحا أرقى أهدافا.
Website counter