Tuesday 5 June 2007

تهجين التدين


هو خبر قرأته على جريدة الوطن في صفحة الفنون عن 3 شبان كويتيون، يقولون أنهم منشدون دينيون تقدميون، إذ انهم ينشدون على طريقة الراب أناشيد دينية تدعو للصلاة و الأخلاق و ما إلى ذلك.

ثم إنهم يدعون أنهم معتدلون غير متزمتين، و يقولون أن المتدينون غالبا ما يكونون شديدي التعامل و خشني السلوك مع الآخرين، أما هم فمتدينون منفتحون ينشدون حتى لأعياد الميلاد التي يحرمها بعض مدعي التدين.

لهذا فهم ينحون باتجاه التدين غير العنيف الذي يذوب في الآخر ذوباناً، لا الذي يتقبل و يتعايش مع الآخر، لذا نرى ملامحهم و أساليبهم لا توحي بتدينهم بتاتاً لكنما بعض مضامينهم هي المرتبطة بالدين.

لم أطلع على انتاجاتهم بشكل مباشر، و لم ألتق بهم و لم أقم بدراسة أحوالهم، لكنني أقرأ الوجه العام لهذا التوجه، انه هجين ما بين التدين و اللاتدين، إن للإسلام أسلوبه الخاص و طرقه المرتبطة به، و للمتدينين بدينه أحوالهم و أفكارهم، و للمسلم أفكار ينبغي عليه طرحها بوجهها الديني لا المشوه.

لا أدعو هنا للتزمت و التطرف و التشنج في الدين أو في عدم الارتباط بالدين، بل إنني أدعو أن يكون مجتمعنا متعايشاً بالتوازي، الأفكار المختلفة تعيش مع بعضها، و لكل منا مساحته في حريته و في طرحه لرأيه بالكيفية الخاصة به. أما ما نشاهده اليوم خصوصا في الكويت، أن الجميع يدعي التدين و الجميع يدعي عدم التدين، العلماني يدعي أنه مسلم روحيا !و المتدين يدعي أنه علماني عملياً

المجتمع المتحضر هو الذي تعيش فيه جميع الأفكار، و هو الذي يقبل كل الآخر، و هو الذي يحاور كل الآخر، لكن قبل ذلك يتعرف كل على الآخر، لا يمكن الحوار و التقبل و التعايش قبل التعرف على حسن نوايا الطرف الآخر.

...أما الخوف هو الاسلام الهجين الذي نرى بوادره في هؤلاء الشباب الصغار
أضحى هؤلاء الشباب دليلا للواقع العملي في الكويت، حيث أصبح اظهار التدين وسيلة لبلوغ ما لا يمكن الوصول إليه بغير هذا الادعاء، و صار الناس مسلكين بلاشعور لطرق المتدينين، بينما التدين و ادعاؤه ليسا المناط في تقييم البشر، و ظلم غير المتدين ليس من الدين.

Website counter