Monday 28 December 2009

أغنيتي


في كل محاولاتي التي اريد بها الكتابة عن الحسين بن علي عليه السلام أفقد بوصلة قلمي و اتجه نحو ما أعتبره إفادة لمن يقرأ، و في كل محاولاتي للإستماع الى من يتحدث عن الحسين بن علي عليه السلام ابحث عن الاستفادة لي كمستمع.

أعتقد ان الشعور العاطفي الفارغ حول القضية لا يتعدى كونه قاعدة ركيكة لمن يريد الاستلهام منها، و أعتقد أن الدموع إنما هي لري جذور القضية في نفوس البشر على مر الأيام و كر محاولات الإتلاف و التهميش المتعمدة لواقعة الطف العظيمة، كما أنها نتيجة لمعرفة حقيقية لما دار فيها، كذلك جميع الشعائر الحسينية.

فلطالما وطدت العلاقة بين جوانب البنيان الديني في ذهني عن طريق قضية الامام الحسين عليه السلام، و لطالما كنت أدرس و أفكر في جميع ظروفها التاريخية و السياسية و العقدية، قاصداً من ذلك معرفة فلسفة ثورة الامام الحسين عليه السلام، و لا أبالغ إن قلت أنها أغنيتي في حياتي، غدوت أشدو بها يوميا لا في يوم عاشوراء و حسب.

لقد وجدت في الحسين ابناً لأعاظم البشرية في الدعوة و الأخلاق و الإيمان و الجهاد و الصبر و الذكاء و القوة، عندما اقرأ بتجرد عن الحسين أجد أنه ابن محمد و علي، محمد بالنسبة لي رمز الدعوة نحو الحقيقة، و علي بالنسبة لي منهاج للحياة المثالية.

لكن في الحسين أجد الأمر مختلفاً إذا ما نظرت الى وقفته باعتبارات ألفيتنا الثانية، على الرغم من التشابه في المثالية..

لقد ذهبت الى كربلاء، فلما وقفت على باب الحرم الحسيني شممت رائحة زكية، رائحة الدماء و الثورة و الغضب، معبرة عن قائد عظيم وقف مطالباً بحريته و اختياره المقدس، قائد عظيم يحمل ثقلاً عرفانياً يحتويه صدره، قائداً يحمل جميع تفاصيل الدين الشعائرية و السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية، قائداً يحمل هم ما مضى من دين جده و يرى الى مستقبل مظلم أمام الأمة فوقف بنفسه ليغير واقع المستقبل، لأنه يمثل الشرعية الدينية، فموقفه يمثل الموقف الشرعي.

لقد زحف اليه ثلاثون ألفاً أو يزيدون، مدججين بالسلاح، لعله يغير رأيه و موقفه، لا يستسلم، إنما يبايع يزيداً مسؤولا عن الأمة و عن تاريخها و ماضيها، أتخيله وقف على جواده بعد أن قتل أهله و صحبه، و هو يسمع صراخ النساء و الأطفال من خلفه، و قلبه كصالية الجمر من العطش، حاملا سيفاً أمام تلك الذئاب التي تأتمر بسلطة أقوى دولة في ذلك العالم، وقف أمامهم و يداه و رجلاه ثابتتان ثبات الجبال، وهو مع ذاك حسن الوجه ماضي الجنان رابط الجأش، رافضاً الخنوع و الخضوع للظلم و الاستعباد الملوكي، يصرخ فيهم: والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل و لا أفر فرار العبيد..
و لا كلام بعد كلامه، إلا أن تأتوني بمثله، و لن تستطيعون..

Friday 25 December 2009

في ذكرى عاشوراء

سمة العبيد من الخشوع عليهم :: لله إن ضمتهم الأسحار
و إذا ترجلت الضحى شهدت لهم :: بيض القواضب أنهم أحرار

Tuesday 22 December 2009

المقام المعنوي و المقام العملي


من جديد ما استنرت به في موسم عاشوراء لهذا العام، أن أهل البيت عليهم السلام ما نالوا هذه المقامات التي هم عليها إلا بالعمل الصالح، نعم لقد اختارهم الله تعالى بناء على علمه باستعدادهم لذلك العمل، حيث أن علم الله تعالى لا يرتبط بالزمان و المكان كعلم الانسان، فالزمان و المكان مرتبطين بالمادة و الحركة، و الله خالق الحركة و المادة و هو العلم المطلق تعالى.

و المقصود بالعمل الصالح هو وقوف علي عليه السلام في صف النبي (ص) في مكة، و دعمه للرسالة، و الفدائية و المبيت في فراش النبي (ص) ليلة الهجرة، و الجهاد في الحروب و الصبر في اختلاف الأمة و حفظ وحدتها، ثم تولي الخلافة و تنقية الأمة من شوائب عصر الخلافة و التعامل مع الخوارج و أهل الجمل، ثم خطبة الزهراء و دفاعها عن حق علي عليه السلام و صبر الحسن عليه السلام و مصالحته و شهادته الحسين عليه السلام و تضحيته و علم الأئمة الباقين و تصديهم للحفاظ على الأمة.

و مع الأخذ بالاعتبار كل التفاصيل التي صاحبت ما سبق، يتبين أن أهل البيت عليهم السلام قد فاقوا العالم، السابق منهم و اللاحق، في الفضيلة و العلم و العمل الصالح.

يقول تعالى في سورة التوبة: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ، كمن آمن بالله واليوم الآخر، وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله ، والله لا يهدي القوم الظالمين)، نزلت الآية في فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طال عليه السلام، إذ تفاخر بعضهم سقاية الحجاج و عمارة الحرم، و تلك تعتبر بشكل أو بآخر مقامات ترتبط بالدين و تتعدى المقام الدنيوي، لكنها لا تعني شيئا أمام الإيمان بالله تعالى و الجهاد في سبيله.

إذا ما استنرت به هو أن قضية أهل البيت و طريقة ارتباطنا بهم عليهم السلام ليست قضية غيبية نورانية خيالية كما يصورها بعض المتحدثين باسم الدين، إنما هي تعتبر قضية انسانية عملية ترتبط بشكل مباشر بمدى ما كان لأهل البيت عليهم السلام من دور ريادي في الدين و السياسة و كل ما يتعلق بنهضة الأمة و نجاتها.
و كل ما اتمناه من حضور الموسم العاشورائي هو الانتباه و الحذر من دعوات تمييع قضية أهل البيت و حكرها بالارتباط الروحي و العاطفي بدلا من دفع الجماهير نحو العمل الصالح الناهض بالأمة.

Friday 18 December 2009

نهضة الحسين


لا يمكن معرفة أبعاد نهضة الامام الحسين عليه السلام من دون الاطلاع على الظروف السياسية و الدينية المحيطة منذ وفاة الرسول (ص) في السنة الهجرية العاشرة الى اليوم الذي وقعت فيه الحادثة، أي بعد خمسين سنة، إذ أن الإمام الحسين عليه السلام قد حدد السبب الذي من أجله قام في وجه الحكم الأموي الجائر مصرحاً بأنه الإصلاح.

فإذا ما أردنا أن نعرف جوانب ذلك الاصلاح، ينبغي أن نعرف جوانب الفساد الذي انتشر في ذلك الزمان، و من الذي ساهم في انتشاره، و من الذين دعموا ذلك الفساد. ثم بالنظر الى واقعنا اليوم، هل عادت بعض تلك العناصر، هل هناك من يدعم نفس تلك النظم الفاسدة؟ و ما هو دورنا اليوم؟ هل هو نفس دور الحسين و أنصاره؟ أم كدور يزيد و عبيدالله بن زياد؟

يبدو من القاء النظر على النهضة الحسينية، أنها كانت تستهدف الاصلاح السياسي عن طريق ازالة النظام الأموي القائم و إعادة النظام النبوي و تغيير الحكم الملكي الى حكم يعتمد على مؤهلات دينية، كما أنها كانت تستهدف الاصلاح الاقتصادي الذي كان يعمل عليه الامام علي بن ابي طالب عليه السلام محاولاً تغيير الطبقية التي تجذرت في عهد الخلفاء الذين سبقوه.

كما أن ثورة الإمام الحسين عليه السلام استهدفت الاصلاح الإجتماعي بعد ان تمزقت الأمة الى فرق، الفرقة الأموية و الفرقة العثمانية و الفرقة "ضد العثمانية" و فرقة الخلفاء بالاضافة الى الشيعة أتباع محمد و علي، كانت الثورة تستهدف توحيد الأمة تحت راية الاصلاح و العمل وفق المفاهيم التي سادت في العصر النبوي، فالامام عليه السلام قام و اتجه الى الكوفة تلبية لنداء أهلها ذوي الغالبية غير الشيعية.

كما أراد عليه السلام إصلاح المفاهيم الدينية بالبراءة من تصرفات يزيد بن معاوية من شربه للخمور و إعلانه للفجور، و ترسيخ الأسس العقائدية التي تبناها الاسلام بدلا عن الموجة الأموية التي دعمت الجبرية و العناصر التوحيدية و الوحدوية في الاسلام و التي تؤدي في نهاية المطاف الى تشويه الاصول التي قام عليها الاسلام.

بالاضافة الى ذلك، ينبغي معرفة أن تلك الجوانب الاصلاحية السابقة مترابطة بقوة، و منها الاصلاح الانساني، فكانت الثورة داعية في أدبياتها الى الحرية و نبذ العبودية للسلاطين و رفع قيمة الانسان و كرامته، و مقتل قائد الثورة لا يعني فشلها، إذ أن مقام الحسين الديني و الاجتماعي معروف و واضح، و وقوفه وحيداً في وجه ثلاثين ألفا مدججين بالسلاح شامخاً صلباً و ثابتاً يكفي لإيصال رسالته، لكن ما علينا اليوم هو تلقيها و نشرها بالطرق التي تليق بها.

Wednesday 16 December 2009

الرأي و المسؤولية



حرية الرأي مقدسة في جميع الأحيان، لكن إبداء هذا الرأي مسؤولية تقع على عاتق حامله، بعض الآراء لا تعدو ان تكون بحثاً علمياً يطرح للإثراء الثقافي أو العلمي العام، لكن بعض الآراء تحمل آثار تفوق البحث العلمي الى التأزيم السياسي أو الإجتماعي.

و كما أن أصحاب الرأي يتحملون مسؤولية إبدائه بالطريقة و التوقيت المناسبين، فعلى عاتق الناس تقع مسؤولية تحجيم آراء النكرات، أي الآراء التي لا تملك قيمة إلا بالإثارة المصاحبة لها.

كما أن هناك في كل الأحوال رأياً صحيحاً موافقاً للعقل و آراء خاطئة يجب أن تفند، على أنها يجب أن تُحترم، لكن طريقة و توقيت ابدائها مسؤولية جسيمة يجب أن يتحملها أهل الرأي الذين يقودون الشارع و يقودونه للتفكير بطريقة (العقل الجمعي).

في أوقات الشدائد، و حينما تستعسر الأمور الأمنية أو السياسية أو الاجتماعية، فإن على المشرِّع أن يكفل حرية الرأي، لكن في نفس الوقت على المنفذ أن يكفل الأمن الذي قد تخل به الآراء، و هنا تنشأ إشكالية تقديم الأمن على الرأي.
على أن منع ابداء الرأي يختلف عن فرض الرأي، قد يُمنع الناس من طرح موضوع معين في ساحة ملتهبة، لكن قد لا يُفرض عليهم الاحتفال بعيد ميلاد الرئيس على سبيل المثال. و حتى الآن لا أرى ضيراً في المنع، لكن الخطأ و كل الخطأ في الفرض، و كل هذا يصدق فقط في الأوقات الحرجة التي تعد استثناء لا قاعدة. و على الشعوب فرض الوقت المناسب للعمل بالقاعدة أو العمل بالاستثناء.

Friday 11 December 2009

حديث القلاف

شاهدت اليوم لقاء سيد حسين القلاف في قناة الوطن، حديث السيد لا يختلف كثيرا عما سبقه، ما عدا النقاط التالية، و التي تعد جديدة و أجدها تصاريح خطيرة بحاجة للوقوف عندها.

أولا، عند حديثه عن استجواب رئيس الوزراء المقدم من النواب محمد هايف و برغش و الطبطبائي، قال أن أحد المستجوبين يملك جنسية أردنية، فهل يعني السيد ان أجندة خارجية تتحرك أذيالها في الكويت؟

ثانيا، عند حديثه عن استجواب الدكتور فاضل صفر المقدم من مبارك الوعلان، قال أن الوعلان قد ناشد النواب و حاول استجداء المؤيدين الراغبين بطرح الثقة لكنه لم يجد، على الرغم من أن الوعلان صرح بعد الاستجواب أنه لم يهدف لطرح الثقة! و أن الوعلان كان يقف على المنبر خارج قاعة عبدالله السالم و يهاجم الحكومة حول قضية البدون، بينما الجلسة تفركشت لعدم وجود النصاب!

ثالثا، سؤل سيد حسين عن رؤيته للواقع الكويتي في السنة القادمة، و كان جوابه ان الكويت تتجه للأفضل بسبب وجود 33 نائبا عاقلاً، أما باقي النواب فبالنظر الى أسمائهم، كان منهم أصحاب مواقف سيئة في الجلسة السرية التي أقيمت لحل أزمة الحكم، و أنهم صوتوا بالاجماع "غصباً على أكبر شارب فيهم"!


و سؤالي: يا ترى هل فعلا توجد أذيال عربية أو خليجية تلعب بمقدرات الكويت؟


Wednesday 9 December 2009

فاضل صفر






في ظل تردي الأداء البرلماني و سوء الأوضاع السياسية، تبرز لنا بارقة أمل بوجود رجال دولة أصحاب مهنية عالية، و الدكتور فاضل صفر أحد بوارق الأمل بوجود رجال يتحلون بالمهنية و الأخلاق و الأدب السياسي و الرقي في الحوار.



أما أنت يا مبارك الوعلان، فشوفلك عشرة رجال يوقعون طلب طرح للثقة بالوزير، أو شوفلك مدرس في الأخلاق، و على قولة د أسيل العوضي: انت شتبي من هالاستجواب بالضبط؟!



أدب الحوار و لغة الخطاب وليدة أخلاق عالية و تربية روحية ذات رصيد ضخم، كما أنها وليدة للتكنوقراط، لهذا ينخاف على وزراء الداخلية و الدفاع من الاستجوابات الموجهة إليهم.

Wednesday 18 November 2009

الازدواجية

بانتقائية شديدة، و من دون جميع التصريحات و المهاترات في جلسة 17 نوفمبر في مجلس الامة الكويتي، اخترت هذه المداخلة للنائب الكويتي الشيعي صالح عاشور على ذمة جريدة الراي.


اعتقد أننا بحاجة إلى الاستراتيجية من اجل الوحدة الخليجية لمواجهة الكيانات الاخرى
بوجود ايران والعراق، نحن بحاجة إلى توازن في القوى امام ايران والعراق.


أما تعليقي فهو:
ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من اولياء ثم لا تنصرون
هود\113









Tuesday 6 October 2009

رجال الدين


يعتمد مسلموا الشرق الأوسط كثيرا على قوة الشخصيات و مدى ما تتمتع به من كاريزما، إذ يرتبط الناس كثيراً بالشخصية التي تمثل لهم جهة الحق، و يكون هذا الارتباط شاملا لكل الجوانب العامة و الخاصة لتلك الشخصية.

و في الجهة المقابلة نجد الحالة المثالية التي تدعو الى توجيه الإعجاب الى الجوانب المشرقة فقط من الشخصيات الكبيرة، إذ جميع تلك الشخصيات تمتلك جوانب مظلمة لا ينبغي ان تكون هدامة او باعثة لترك الإعجاب بالجوانب المشرقة من أبطال الأمة.

فإن تفوق بطل الأمة القومي بأمر ما فلا ينبغي الاهتمام بما نجده من جوانب النقص في الأوجه الأخرى للبطل القومي، و كثيرا ما يصدق هذا على علماء الدين.

فللناس بالطبيعة التي جبلوا عليها ثقة كبيرة برجال الدين و علمائه، و عند النظر للوجه الشيعي من الأمة فإن الارتباط بالمرجع يتم عن طريق التقليد كخطوة أولى، و للتقليد شروط فقهية و خطوات محددة لها أدلتها الفقهية، لكن ما يثير التساؤل قبل أن يثير الاستهجان هو الارتباط العاطفي الشديد بالعالم الديني.

نعم، إن الإيمان و الورع من شروط التقليد، و هي صفات مهمة في الدين لا ينبغي التغاضي عنها، و لنقل جزافاً أن علماء الدين هو الأكثر إيماناً و تقوى نظراً لعلمهم بتعاليم الدين و زواياه و نصوصه، لكن كل هذا لا يعني بالضرورة و بأي حال من الأحوال أن يتحول هذا التقليد الى اعجاب و ارتباط عضوي.

قد لا يكون ذلك العالم بطلاً قومياً، و قد لا يكون شجاعاً أو خطيباً مفوهاً، أو مستعداً لمواجهة التحديات أو الجماهير، فالعمل الصالح شيء و معرفته شيء آخر، فقد يكون العالم أعرف الناس بأوجه الخير لكنه لا يقدم إليها، فالدافع النفسي لها أمر يرتبط بالإرداة التي سيحاسَب عليها الجميع لأنها مناط التكليف و دليل الحرية المرتبطة بوجود العقل الإنساني، إذ لولاها لصار الإنسان مسيراً مجبراً.

و هنا أعود و أقول: كما أن كمال الشخصية عند العالم ليست ضرورية، كذلك فإنها ممكنة، فقد شهد التاريخ ولادة شخصيات متكاملة بجميع أوجه الكمال الإنساني المرتبط بالقيادة الدينية كالكتابة و الخطابة و الشجاعة و قوة المواجهة بالإضافة الى العلم و الإيمان، و منها سماحة السيد القائد الخامنئي، الذي توج مواقفه الكثيرة بقوة التعامل مع أزمة انتخابات الرئاسة الإيرانية، و كان رمزاً للحفاظ على الثورة و عدم الخضوع للشارع الغوغائي، و بذلك اختلفت الإرادات التي كونت أولئك العظماء، و بذلك بانت معادن تلك الشخصيات و بان تفاوتها فمنها الرفيع و منها الوضيع، منها ما ينفع الناس و منها ما هو زبد للبحر لا يسمن و لا يغني.
و في الدين ما يدعو الى الارتباط بالشخصيات المتكاملة القليلة درءاً للإعوجاج بالمنهج و حفظاً للدين في نفوس البسطاء، و ضماناً لمسيرة الحركة الاسلامية بالاتجاه الصحيح.

Monday 14 September 2009

ساحة الصفاة


لقد أشار بإصبعه الى موقع الخطر، لكنه لم يحدد من هو، ساحة الصفاة أشارت بكل وضوح و قالت ما كنت أريد قوله.

جريدة الوطن أكبر مثير للنعرات الطائفية و القبلية، و هي من دأب على المساس و العبث بالنسيج الوطني بكل صلافة و وقاحة، و أخذت تفتت ما تبقى من الوحدة الوطنية بداعي التأبين حتى تبين تهافت مدعاهم،و لا يهمني بعد ذلك إن كانت الأكثر متابعة بين باقي الوسائل الإعلامية، فالشعب الكويتي ليس شعباً ملائكيا يعرف الحق من الباطل، و إلا لم نره يمجد و ينجح المتردية و النطيحة.

أما الإدعاء بأن جريدة الوطن أكثر تغطية لأخبار الشيعة و باقي التوجهات و الطوائف فهو ادعاء سمج يفتقد الدقة و الفهامية، بل ينم عن تمصلح خلف الأكمة، و ما تغطيتهم إلا ذرا للرماد على العيون.

فإن كان هناك من سيعاقب على تمزيق الكويت فليتم البدء بجريدة الوطن.

موضوع ساحة الصفاة "ابدأ بهم"

ملاحظة:
المتفذلك محمد العوضي لا يستثنى!

Tuesday 25 August 2009

داوود حسين

لست متابعا جيداً للتلفزيون، ولا أشجع متابعة المسلسلات في شهر رمضان، لكن من خلال برمة سريعة على المسلسلات الجديدة في اليوتيوب تبين ان الناس مو عاجبها شي، كل الناس يتحلطمون على "هبوط مستوى" المسلسلات.

كثيرون يدعون عدم وجود اهداف للمسلسلات، متناسين ان هدفها الترفيه، و أحد تلك المسلسلات مسلسل داوود حسين دي-تيوب.

داوود حسين فنان تلقائي يؤدي أدوار كثيرة متفاوتة في التعقيد و البساطة، و متمازجة مع واقع الحال، يثير الضحكة بكلامه العادي، هذا بالاضافة الى جودة التصوير و الألوان في المسلسل.

هناك انتاجات اخرى مثل "صوتك وصل" الذي باستمراره سيكون قفزة نوعية كبيرة للحريات الإعلامية، وهو بالفعل متميز.

نعم في ناس قاعدة تشتغل و تبدع، أما البطالية فهم اللي مجابلين التلفزيون و مو عاجبهم شي.

Sunday 16 August 2009

حريق الجهراء

اذا كنت في الكويت ولم تجد على السقف كاشف للدخان (سموك سنسر) و لا (هيت سنسر)، و اذا لم تعرف أقرب مخارج الطوارئ من المبنى الذي تعمل فيه، و اذا لا تعرف اماكن الاسعافات الاولية او مواقع طفايات الحرق فاعلم ان هناك من لم يتحمل مسؤوليته، و أنك بشكل أو بآخر في خطر.

لا علم لي عن كل دول العالم المتقدمة، لكننا في استراليا على الأقل نتعب لكثرة ما نشاهد تعليمات السلامة، و لكثرة المداخل و المخارج و الاجراءات المتوخاة استعداداً لأي كارثة، و هذا ان دل على شيء فإنما يدل على الوعي و على أهمية الانسان.

يا ترى هل تحتاج الكويت لأن تضحي ب40 أماً و أختاً و زوجة لكي يستفيق أصحاب عنتريات التراشق الطائفي من هذيانهم و يدركوا أن ما يتوهمون أنها بطولات في الدفاع عن مذاهبهم لا تؤدي الا للهدم لا البناء؟

هل يدرك أصحاب المصالح و العنصريات أنهم يعيشون في دولة متخلفة لا اعتبار فيها لحياة الانسان؟

لا يدعينّ أحد التدين أو الوطنية وهو لا يتحمل مسؤوليات عمله، لأن ازهاق الأرواح الأربعين في حريق الجهراء ما هو الا نتاج للتخاذل و الفساد في دولة نظن انها تتقدم بينما هي تتدحرج نحو التخلف.


Monday 3 August 2009

القروية و الانفتاح


لو تخيلنا قرية صغيرة اقتصادها مغلق، يعيش أهلها على مواردهم الخاصة، لا يستوردون و لا يصدرون من و الى خارج أسوار القرية، يتبادل أهلها منتجاتهم المحلية ليغطوا احتياجاتهم العامة، عندها قد يعيشون حياة متعبة و و مرهقة، لكنها حياة سعيدة لا تتطلب الكثير من الاحتياجات.

لكن ما إن يذهب أحد تجار القرية ليجلب بضائعا من الخارج، حتى يطلع أهلها على احتياجات لم يكونوا قد فطنوا اليها، إذ يبدؤون بلبس أحذية من الجلد الايطالي بدلا من النعال، و يأكلون الصمون الفرنسي بدلا من خبز التنور، و ينشون الغترة بدلا من تركها مريضة و منهكة، و يكوون ثيابهم بعد غسلها بالغسالة التي لم يكونوا يعرفونها، و يأكلون الآيس كريم البارد بعد أن لم يكونوا يعرفون من البرد غير قرصة الشتاء.

و بعد أن تعرفوا على تلك البضائع و أخذوا باستخدامها، صارت بالنسبة لهم حاجات أساسية لا يمكنهم التنازل عنها، هذا اذا لم يبحثوا عن المزيد، لهذا صارت حياتهم أسلس و أسهل و أسرع، و صار بإمكان شباب القرية استثمار وقتهم بشكل أفضل لانتاج أكثر و أسرع.

كل هذا يحدث إذا اخترق أحد أهل القرية جدرها و حيطانها و تعرف على بضائع القرى و المدن المجاورة، و إلا لكان أسمى هدف لشاب في القرية هو حصوله على وجبة لذيذة في نهاية اليوم.

كلما ازدادت افق الانسان اتساعا كلما تعرف على حاجات جديدة أكبر و أفضل من حاجاته القديمة، و هنا شبهت القرية بمجتمعاتنا الصغيرة، فقد تكون تلك القرية دولة كالكويت مثلا، أو تيارا أو مذهبا أو عائلة.

كثير ممن أعرف لم يطلعوا على ما عند غيرهم، فأهدافهم لا تتجاوز أقصى ما يشاهدون في حياتهم، و قلما يشاهدون أمثلة ترقى لكي تكون أهدافا، الكثير من الناس مقتنع بما لديه أو راض بالأهداف التي رسمها لحياته و ذلك لأنه لم يشاهد غيره كيف رسم الأهداف و حققها.

كثيرون يعتقدون أن الكويت جميلة، لأنهم لم يشاهدواما وصل اليه الآخرون، كثيرون يعتقدون أن الكويتيين حلوين، لكن بالنظر الى غيرهم نجدهم في قمة الجكر، كثيرون يعتقدون أن نسبة السنة 85 في المئة من الشعب، و كثيرون يعتقدون أن الشيعة اكثر من 30 في المئة من الشعب، كثيرون يعتقدون أنهم و كبراءهم أكثر الناس علما و تدينا، كثيرون يعتقدون أنهم أكثر خبرة و ذكاء و حكمة.. كلهم لم يشاهدوا ما عند غيرهم.

القناعة كنز فيما يتعلق بالمادة، لكن الذين يركضون كحصان السباق، تغطى جوانب نظره لكي لا يلتفت و ينظر ما حوله بلا اختيار منه، أهدافه رسمتها طبيعة حياته التي لم يطلع على غيرها.


التمدن و التحضر الفكري يكون بالخبرة و بالانفتاح على الآخرين، لذلك أجد أن أصحاب الخبرة و أصحاب التجارب أكثر تقبلا للحوار و أفضل انفتاحا و فهما للآخرين، و بالتأكيد أكثر نجاحا أرقى أهدافا.

Saturday 20 June 2009

لجيتونا


الانتخابات لا تأتي دائما بالشخص الذي نريده، الديموقراطية تعتمد على النسب الشعبية، فلطالما لم نرض بنتائجها يجب الانصياع و انتظار الانتخابات القادمة.
مشكلة شعوب العالم الثالث ليست بطغيان أنظمتها، الانظمة لابد أن ترضخ لشعوبها في نهاية الأمر، مشكلة العالم الثالث في شعوبه التي بعد لم تتغلغل مبادئ الديموقراطية و ثقافة قبول الآخر فيها.

Wednesday 3 June 2009

حوار غريب

يوم الثلاثاء3 يونيو
الساعة العاشرة و ثلث مسـاء
هي:
"توعدني انك ما راح تخطفني؟"
أنا:
"أوعدج"
حوار حقيقي دار في مدينة التحرر الأخلاقي من جميع القيود!

Sunday 5 April 2009

نـاس تقـدر


بعض علماء الأخلاق لا يهبون عمل الخير أي قيمة ما دام فاعل هذا العمل ينتظر المردود، و ما دام أحدنا متوقعا أن ينتج فعله الحسن حالة مرضية لنفسيته الانسانية أو لنظرة الآخرين إليه أو لما قد يحصل عليه من محبة و خدمات نظير العمل الانساني النبيل فإن ذلك العمل فقد قيمته الأخلاقية و أضحى عملا كباقي الأعمال الأخرى، فلنتخيل ان مساعدة عجوز على عبور الشارع مثل النوم و الأكل و المشي بالنسبة لنا.

و الصديق لا ينتظر من صديقه أي مردود، هو يساعده مضحيا لا ملزما و لا ملزما بالكسر، عندها أقل الأفعال تعبا و نصبا قد تصبح أكثرها أثرا.


قرصة

شاهدت اليوم دعاية حفاظات تعليمية للأطفال، الحفاظة عبارة عن صروال يحسس الطفل بالبلل لفترة معينة، ثم تبدأ بشفط الرطوبة و تجفيف المكان كباقي الحفاظات، و الهدف منها هو اشعار الطفل بالبلل المؤذي لفترة قد لا تضره، لذلك فإنه في نهاية الأمر لن يعتمد عليها دائما بشكل اتكالي مهمل لأنها لن توفر له الجفاف بشكل دائم ولن تكون بديلا عن الحمام مثل العالم مثل الناس.

الاسلوب يعتمد بشكل أو بآخر على تحمل الأذى و العقاب لإيصال نتيجة جيدة و معلومة مفيدة يطبقها الطفل كي لا يقع في المحذور مرة أخرى و يستشعر الألم الناتج من أفعاله السابقة.

بذلك لا يشعر الطفل بأفضلية الذهاب الى الحمام الا بعد إحساسه بسوء البلل، و يمكن تطبيق هذا على المجتمعات الكبيرة، و هو ما يعرف بدرء المفسدة الكبيرة المهلكة بالمفاسد الصغيرة.

و لأني قد استخدمت الحفاظات و الحمام كمثال فلن أخوض طويلا في الأمثلة و التطبيقات على الحالة الاجتماعية، لكن في الكثير من الأحيان تتصرف الشعوب كالأطفال، تحركهم النزوات أكثر مما تحركم الأفكار، فلابد حينئذ من استشعار بعض الألم، فلو وجدت طريقة مثلى لحكم الأمم فعلينا جميعا الإحساس بسوء النظريات الأخرى.

Thursday 2 April 2009

مشاهدات


الإم اند امز تهاوشوا و تزاعلوا، و النتيجة كلما نشتري ام اند امز نحصل على لون واحد!
فعندما تختلف الكوادر يقع الضرر على القواعد



يتخرج طالب الهندسة من الجامعات الصعبة بالتابوت



دعم المواهب الفنية المتطوعة





موضة العروبة عند الاستراليين

Thursday 26 March 2009

بيتي

Home




هذا المنظر شبيه لما أراه من نافذة بيتي المطل على نهر برزبن، اختصرت بها الليل مع النهار


Thursday 19 March 2009

هل يعي شعبنا الرسـالة؟


نعم كنا نريد حكومة قوية تستطيع مجابهة النواب و مقارعتهم، كنا نتمنى صعود رئيس الوزراء على المنصة ليرد ما سيساءل عنه، لكن هذا لا يبرر سوء الأداء البرلماني الذي اتسم فيه نواب مجلس الأمة، لقد كان أداء بعض النواب يفسر بوضوح وصول الأيدي المحاربة للديموقراطية الى داخل مجلس الأمة، و تحركها الحثيث لوئد المجلس و تشكيك الشعب بأهمية مجلس الأمة و دوره الرئيسي في المحافظة على الكويت بمجملها.

لا يمكن أيضا تبرير دور الشعب في اختيار نواب المجلس، الشعب هو المسؤول الأخير عن وجود أولئك النواب الذين لا يعرفون دورهم، و لا يدركون أهمية المحافظة على الديموقراطية ولا يحافظون على القانون ولا يحترمون مشاعر الشعب.

لقد صرح الأمير بشكل مباشر على أهمية حسن اختيار الناخبين لنوابهم في كلمته الأخيرة، هل استوعب الشعب الرسالة الداعية الى حسن الاختيار؟

هل من الممكن اعادة نائب كمحمد هايف؟

تصدى للمنصب البرلماني عن طريق الانتخابات الفرعية المجرمة، انصب اهتمامه على التوافه، ولا بأس في ذلك ما لم نعاني من أزمة سياسية و اقتصادية و اجتماعية و حتى رياضية، يستوجب رئيس الوزراء بشكل مباشر من أجل مخزن سمي مسجداً بجانبه مسجد حديث، و فوق هذا و ذاك لا يقف تحية للعلم.

هو نائب طائفي بالدرجة الأولى، و لربما كان هذا سبب نجاحه في الانتخابات السابقة، هو نائب لم يقدم شيئاً يمكن به القول أنه يحمل هما في جوانب قلبه حول هذا البلد، تكفي قضاياه التي رفعها دفاعاً عن هارون الرشيد العباسي! قائلا أنه من أهل البيت! يكفي كذبه و تدخله بصورة "مالها داعي" في أزمة تأبين مغنية، متخذا الطائفية مطية لغاياته.

كل ما سبق لا يعني محمد هايف بشكل خاص، هو رسالة لشعبنا أن أحسنوا الاختيار و قدموا وطنكم و مصلحة مستقبلكم على الطائفية و القبلية و الفئوية، و إلا فإن الكفر بالديموقراطية ستقود هذا البلد الى مستقبل مظلم قد يذكرنا بالثاني من اغسطس
.

Monday 2 March 2009

أحلامي

لا أدري ما هو الأمر الذي يساعدنا على أن نحلم و نحن نائمون، بعض يقول أنها أحداث سابقة عايشناها و نحن نعيد صياغتها أثناء النوم، و بعض يقول أنها أحداث سوف تحدث مستقبلا تم تخزين صورها في الذهن منذ ما قبل خلق الكون!

بعض يقول أنها معلومات نعرفها لا معنى لمجموعها الذي يظهر بصورة حلم، لكن النوم يعزل الشخص عن الاعتبارات الاجتماعية و التكلفات اليومية، مما يجعله صريحا بمشاعره و رؤاه و تصرفاته حتى لتصل الأمور الى درجة التمادي الجنسي الذي قد لا يتجرأ أحدنا أن يصل إليه في عالم اليقظة، و هذا ما ينعكس بشكل خارجي "يعرفه الشباب جيدا"!، لكن منا من لا يتمادى و تحكمه ضوابطه حتى اثناء الحلم.

على كل حال، فإنني ما كتبت هذا الموضوع الا لأنني صرت أعاني من تأثير الأحلام علي، لا أقصد أنها كوابيس تفزعني، ولا أنها نتيجة نومي الثقيل، فنومي في هذه الأيام أخف من أجنحة الطيور! و بعض أحلامي أكثر وردية من شفق السماء!

بل صارت أحلامي ذات وطأة شديدة على يومي، صرت أحلم كل ليلة حلماً تبقى صوره في مخيلتي لعدة أيام، و مشاعري التي عايشتها أثناء الحلم تستمر معي يومين أو ثلاثة! و لا أنكر أنها ليست المرة الأولى، لكن كثرتها صارت ظاهرة ملفتة للنظر.

كنت أتحاشى الأحلام أحياناً عن طريق التفكير العميق قبل النوم، فأفكر و أفكر حتى أنام، عندها يكون النوم فاصلاً أكمل بعده تفكيري في الصباح، ما يعني أنني سأستيقظ متعباً، ولا أنكر أنني افكر أثناء نومي أحياناً!

ربما كانت حالة غريبة، ربما لا، ربما للكثيرين مثل هذه الحالات، و قد روى لي أحدهم أن أحد الشخصيات المشهورة مرت بمثل هذه الحالات.

لا أدري هل هي حالة مُرضية، أم انها مَرَضية؟

Wednesday 18 February 2009

المرشد الخامنئي رمز للعزة

قرأت هذه المقالة قبل عدة أيام، و أحببتها كثيرا:

للكاتب: د. ياسر الصالح

يتحرج الكثير من الكتاب في إبداء المدح الموضوعي في ما يخص الجمهورية الاسلامية في إيران، خوفاً من أن يتم رميهم بتهمة «الولاء» المعلبة الجاهزة، بل والمقددة، والتي كان من أوائل من أثارها رئيس عربي قبل فترة، ولذلك يتم التعامي عن الكثير من المصادر المضيئة التي تأتي من الجمهورية الإسلامية، والتي تشاهدها بوضوح الشعوب العربية والاسلامية ولكن لا يعكسها واقعنا الإعلامي، بل انه يعكس نقيضها.

من البؤر المضيئة في الجمهورية الاسلامية في إيران سياستها الخارجية، خصوصاً في ما يتعلق بالمواجهة مع الهيمنة الصهيوأميركية على المنطقة العربية والإسلامية. هذه المواجهة التي تتجلى أكثر ما يكون في نقطتي التماس الأكثر سخونة في منطقتنا، وهما فلسطين ولبنان.

المتابعون للشأن الايراني يعرفون أن المرشد الأعلى السيد علي الخامنئي هو من يحدد - من خلال أجهزة متخصصة ومتعددة - الاستراتيجيات العامة في نظام الجمهورية الإسلامية، وهو الذي يشرف بشكل خاص على ملف السياسة الخارجية. ولذلك فإن قرارات دعم المقاومتين اللبنانية والفلسطينية بالمال والسياسة والسلاح تصدر عنه شخصياً. ومن المعروف كذلك للمتابعين للشأن الإيراني أنه يرجع إلى المرشد الأعلى الفضل في تثبيت وترسيخ أحد الأهداف الأساسية للسياسة الخارجية لإيران، وهو تحقيق «العزة»، ولو كان الثمن في مقابل ذلك غالياً. وعلى ذلك قام دور المرشد في دعم المقاومتين اللبنانية والفلسطينية والعمل على ضمان النصر والعزة وتحققهما في واقع المقاومين وواقع الأمة، في مقابل خطط واعتداءات قوى الهيمنة الصهيوأميركية. ولا أدل على الدور المحوري الذي قام به المرشد الخامنئي في هذا المجال من أن تشهد به الجهات الأكثر مصداقية ووعياً في هذه الأمة، والتي أصبحت تمثل مصدر عزتها، فتصريحات الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله المتكررة في المناسبات المختلفة، وما ذكرته وتذكره قيادات «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في فلسطين، تصريحاً وكتابة بحق المرشد الخامنئي، يبين أهمية هذا الدور في تحقيق ما أنجزته المقاومتان من نصر وعزة.ونحن بصفتنا جزءاً من هذه الأمة، وجزءاً من أولئك الذين يشعرون بالنصر والعزة التي تحققت في غزة وفي جنوب لبنان، نود من جهتنا أن نتقدم بعميق شكرنا وعرفاننا للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي لدوره الكبير في تحقيق هذه الانتصارات، وهذا الشعور العارم بالعزة التي عمت الشعوب العربية والإسلامية...

Sunday 15 February 2009

أمـة الشــيعـة


إن الشيعة أمة من أرقى الأمم، لو لم يكن لديها الا تخليد عظمائها لكفاها عظمة و افتخارا، ذكرى عاشوراء تخلد نظرا لكونها يوم الحادثة، لكن ما ذكرى الاربعين الا استذكارا لمجد الشهداء و تذكيرا بتضحيتهم في سبيل الاصلاح، الاصلاح الانساني، الانسان الذي لا يعيش حرا يملكه الطاغية، و الانسان الذي يباع و يشترى من اجل اذلاله يجب ان يتعرض لصدمة الاصلاح التي جاء بها الامام الحسين عليه السلام من البيت النبوي.

و لا غرابة في تلك التضحية، فأبوه امير المؤمنين عليا عليه السلام جاهد و ضحى مرارا و تكرارا، و كانت أول مجاهدة في سبيل اصلاح الأمة أمه فاطمة الزهراء بنت الرسول، و استذكار تلك التضحيات يرفع الهمم و يثير العزائم نحو اصلاح ما يمكن اصلاحه، و نحو تعديل المفاهيم المغلوطة و تحديد الاولويات الاسلامية و الانسانية.


أما الذين يقتلون زوار الحسين عليه السلام، فيكفي انهم يهينون عظماءهم، و يرفضون الحرية و الاصلاح، و يتمرغون في أوحال طغاتهم، فهم أقل من نوع الانسان منزلة، و أجبن من باقي الأمم حجة و برهانا و جهاداً
.

Wednesday 14 January 2009

إلى المؤمنين و منابرهم




ما إن يحل موسم المحرم حتى تثور في ذهني قضية المنابر الحسينية و شعائرها، فهي حالة مميزة جداً و بارزة في حياة الشيعة على وجه الخصوص، و قضية المنابر غير المؤهلة تشكل لي هاجساً عصيباً يبقى أثره علي كثيراً، في أغلب الأحيان أكتم غيظي و أبلع شكواي لكنني أبوح بما لدي صريحاً للمقربين.

أشكو كثيراً من المنابر غير المؤهلة، و هذا حكم نهائي لا يقبل التراجع بالنسبة لي، فأنا و بحمدالله أملك الرغبة في التغيير و في تجربة الجديد من الخطباء و ما بموازاتهم، و قد أعطيت الكثير من أولئك الخطباء الفرصة تلو الأخرى لعلهم يغيرون رأيي فيهم، لعلني أنا المخطئ و كل الجماهير التي تحت منابرهم هي المصحة، لكنني لم أستطع أن أجبر عقلي قسراً على حكم هو يرفضه.

فما هي المنابر غير المؤهلة؟ و التي مع كل أسف تمتلك جمهوراً عريضاً؟

هي المنابر التي تخرج قضية سيد الشهداء عليه السلام من محتواها، هي التي تغير من شكل الحركة الحسينية و تمسخها ثم تبثها مغلفة بوجه آخر، و لا أبالغ إن قلت أن لها من يدعمها و ان لها امتدادها بين التنظيمات الدينية.

عناصر عدة أسهمت في جعل تلك المنابر غير مؤهلة،و هي مترابطة بعنواين متفرقة:

الخطاب اللا واقعي للدين


و هذا ما تعج به الكثير من منابرنا، و الغريب أن الكثير من المؤمنين و المثقفين لا يتورعون عن دعمها و حضورها بكل قوة، يغلب على خطبائها الطابع العادي من المعرفة، فالكثير ممن يحضر هؤلاء الخطباء يفوقونهم علما و معرفة حتى بالدين، لكنهم امتهنوا الخطابة و صارت قضايا الدين فاكهتهم و أرضهم الغناء لذكر الروايات التي لا نفهمها و لا هم يفهمونها.

مشكلة هؤلاء انهم في الكثير من الأحيان يستندون على روايات صحيحة و أمور ثابتة في تفسير بعض الاحداث التاريخية التي مر بها أهل البيت عليهم السلام، و يرمون بتفسيرهم الغيبي بكل شاردة و واردة سواء خصت الدين أم لا. كل هذا يؤدي الى تخدير الناس و جعل دينهم و ثورتهم الحسينية الخالدة أفيونا لهم و مهدئاً لأعصابهم حتى كتب أحدهم في إحدى الصحف أن البكاء الذي نتج عن ذكر سيد الشهداء قد ساعد المؤمنين على الهدوء و الاستقرار النفسي فها نحن نراهم ينامون هانئين!

أنا لا أقول عنهم هذا إلا من تجربة عايشتها، أراهم يقفزون الى التفسير المستند على الغيب و الولاية التكوينية و المقامات المتصاعدة و المتنازلة حتى من غير شرح واف، و أملك العديد من الأمثلة منها أن كيف صار ابليس رجيما خارجا من رحمة الله من معصية واحدة بعد عبادة آلاف السنين؟ نحن قد لا نعرف، و قد تكون هناك بعض التفاسير و الشروح الغيبية في هذه المسألة، لكن التفسير الواقعي و تتبع الآيات يقول أن عبادته كلها لم تكن خالصة لله تعالى بل كان ابليس يرمي من ورائها نيل مرتبة من المراتب، فلما أن خلق الله تعالى آدم و أمر ابليس بالسجود له رفض ذلك، و كان رفضه علامة عدم الاخلاص، ما الفائدة من ان ينبري أحدهم لذكر التفسير الغيبي الذي لا يفيد الجمهور الا للتسمر خلف المنبر؟ هذا على فرض ان التفسير الغيبي واقعي و مستند على روايات و آيات واضحة، فإن لم يكن كذلك فالمصيبة أعظم، و قس على ذلك الكثير من الاحداث التاريخية المفصلية مثل واقعة عاشوراء.

إن التفسير الواقعي يعطي للمستمعين الحركة و يبعث فيهم فهم الحوادث القرآنية و الحوادث المرتبطة بأهل البيت عليهم السلام بحيث تكون دافعاً لتحقيق مطالب الدين لا قصصا تقضى بها أوقات المستمعين و تحرك مشاعرهم بها. و قد أشرت إشارة سريعة الى هذا النوع من التفسير في موضوع سابق عند الحديث عن الطواف حول الكعبة.

و هذا يقودنا للعنصر الثاني وهو:

اخراج قضية عاشوراء من واقع الحياة

و هي أخطر الموجات الحديثة، البكاء لمجرد البكاء، و الاحياء لمجرد الاحياء، و قشرية التعامل مع قضية هي أم القضايا كثورة الامام الحسين عليه السلام، إن الاستثناءات التي صاحبت قضية الامام الحسين عليه السلام، و الاستثناءات التي تدور احياء شعائر هذه القضية في فلكها لم تأت اعتباطاً، فالعقل و المنطق يشيران الى قضايا مهمة في واقع حياة الأمم التي تحيي عاشوراء يجب أن تثار و يلتفت اليها، فهل من المعقول أن تكون ثورة سيد الشهداء عليه السلام تنبع من الامر بالمعروف و النهي عن المنكر ثم اننا ننعزل عن الناس و نتذاكر الطرائف و القصص فوق المنابر و تحتها؟

هل من المعقول أن يتحرك سيد الشهداء الى الكوفة نصرة للمظلومين الذين استنجدوا به، و رفضا للطاغية يزيد و حكمه الجائر ثم اننا لا نذكر دماء المظلومين في فلسطين و غيرها؟ بداعي ان في الحسينية لا نذكر غير أهل البيت عليهم السلام! و هل أهل البيت يرضون بذلك؟ و عين ذلك ينطبق على جميع الشعائر المعروفة مثل اللطم و الشعر.

قد يقول أحدهم أن الناس يختلفون، منهم العالم و منهم الجاهل و منهم العارف و المثقف و منهم المحتاج الى التذكرة و الموعظة، لكن هل هذا يسوغ لهم جميعاً أن يحضروا المجالس التي لا تحاكي الواقع ولا تحرك النفوس و لا تستثير الهمم ولا توقظ الأذهان؟ فإلى متى يبقى أصحاب الضمور الذهني على ضمورهم؟ و إلى متى يبقى المتقاعسون على تقاعسهم؟

في هذا الزمن لا أجد الا القليل ممن يلم شمل كربلاء للناس، و لكي لا أخرج من هذا الموضوع خالي الوفاض أنصح بالاستماع الى الشيخ الدكتور فاضل المالكي لعل في خطاباته ما يوقظ حرارة النهضة الحسينية، و هنا قد يستشكل علي أحدهم أنه قد يصير الى ما يشابه من تنعتهم بالمنابر غير المؤهلة، نعم فأنا لا اعلم الغيب و الى ذلك الحين انا انصح به
.
Website counter