Saturday 19 April 2008

النفـخ الإعـلامي

أكثر ما يغيضني إعطاء الشيء أكثر مما يستحق، أو اضفاء روح القداسة و الإبهار على ما لا يحمل كل هذه العظمة، الواجهة الاعلامية قد تعبر عن محتوى فارغ، و يظهر هذا بكل وضوح في موسم الانتخابات، حيث تقوم زمرة كل مرشح بالنفخ فيه حتى يظهر أكبر حجما مما هو عليه، لكنه سيظل في النهاية مملوءً بالهواء، و في أقل امتحان و أضعف شوكة قد ’يفش’ و يعود صغيراً ضئيلاً بحقيقته.

هذا الأمر يتعدى الانتخابات و يتحقق في الكثير الكثير من جوانب حياتنا، حيث يكون تقييمنا للأشياء و الأشخاص تبعاً للواجهة الإعلامية و النظرة الأولى، الدقة و الفحص و التروي أساسيات للحصول على الحقيقة، و ما أجمل الحصول على الحقيقة، و للأسف فإن الشعوب العربية تتأثر كثيرا بأسلوب الخطاب المثير، و يثير حماسها الصراخ و الشعارات الرنانة، لذا كان الإعلام سلاحاً فعالاً لا يجابهه إلا إعلام مثله.

و في النهاية يبقى أصحاب الحقيقة و المنهج السليم في غنى عن الألاعيب الإعلامية و مفرقعات الإبهار التجاري، فإذا امتلكنا جريدة أو قناة و نحن على الحقيقة و المنطق الصحيح و حسن السيرة و السلوك فإننا لسنا في حاجة الى قلب الحقائق و التصغير في شأن الآخرين و تهميشهم، ولا إلى النفخ في سيرتنا و أفعالنا و أشخاصنا، عندها سيكون إعلامنا صادقاً ينقل الحقيقة للناس، إعلام تنويري، لهذا فإن قبيحي الأفعال هم الأجدر لأن يكونوا أصحاب التضليل الإعلامي و تهميش الآخرين و النفخ في ذواتهم، و ذلك إما للحصول على ما لا يمكنهم الحصول عليه لأنهم ليسوا في موقع يؤهلهم لذلك، أو للتغطية على مساوئهم.


خطر هذا الموضوع في بالي و أنا أمشي في السوق، إذ اعترضتني لافتة جميلة جدا معلقة بجانب أحد المحلات، كانت اللافتة توحي بأن المحل إنما هو مؤسسة علمية أو شركة عملاقة أو مكتبة أو متحف ضخم




!لكنه لم يتعد كونه محل برّد


2 comments:

Telefone VoIP said...

Hello. This post is likeable, and your blog is very interesting, congratulations :-). I will add in my blogroll =). If possible gives a last there on my blog, it is about the Telefone VoIP, I hope you enjoy. The address is http://telefone-voip.blogspot.com. A hug.

Mohammad Ashkanani said...

صح لسانك .. بس ترى شكله خوش محل .. و يمكن من النوع الراهي

Website counter