Sunday 13 April 2008

نحـن و الـقـهــوة



لم أكن أتوقع أن حب القهوة علامة مميزة في شخصيتي، الى أن قالها لي أحدهم، أشرب القهوة بشكل يومي، أحيانا اشرب كوبين من القهوة يوميا، أحدهما نهارا و الآخر مساء. شرب كوب من القهوة ينعش يومي و يرتب أوراقي، يحسسني أنني أملك يومي فأقضيه كيفما أشاء.

اختيار القهوة يوحي إلي نمط شخصية الإنسان، و أمزجة الناس قد تختلف باختلاف أيامهم، و أنا تختلف قهوتي على اختلاف مزاجي، و حالاتي، في بعض الأحيان لا أشرب القهوة، أو أشربها بأقل مقدار، و أظن الموكا هي المطلوبة في هذا الحال، في أحيان أخرى عندما يكون يومي سعيدا و مرتبا أشرب قهوة أقوى، اسبريسو، لكن في الأوقات العادية و أغلب أيام السنة يكون الاختيار المتوازن هو المرغوب، لعل اللاتيه أفضل اختيار.







اللاتيه يعد أفضل اختيار، و اكثرهم حكمة، إنه يمثل لي الشخصية المتوازنة، غير المشوبة بالمشاعر، قليل من الحليب و قليل من القهوة، الأفضل أن تكون القهوة مركزة و الحليب خفيفا. عندها ترتسم في سطح القهوة زخرفة جمالية تكمل روعة الإحساس الداخلي بجمال المنظر الخارجي.




و على الرغم من توافر مقاهي الستاربكس في جميع الأنحاء في العالم، إلا أنه يعد اختياري الأخير، فهو بالنسبة لي أسوء الاختيارات، أو هو الحل حيث لا أجد غيره، و لذلك أسباب.




ستاربكس قهوة عالمية، شعارها أحد مظاهر العولمة، يهيأ لي عند السفر، و للوهلة الأولى أن العرب أكثر البشر تأثرا بالعولمة، لانني أجد انجاذبهم شديدا لستاربكس و غيره من مشاهير القهوة، بما يعني لي أنهم منعدموا الثقافة، شعوب استهلاكية بحتة، حسنا، أنا لست ضد العولمة، بل معها، أتمنى أن تكون للعالم ثقافة واحدة و لغة واحدة و لباس واحد، فيتعامل الناس مع بعضهم على أساس إنسانيتهم، ولا يتعرضون للصدمات الثقافية و الفروقات في العادات و التقاليد، لكن ماهو دوري في إنشاء تلك الثقافة الموحدة؟

من حق أصحاب النفوذ و المال نشر ثقافتهم للآخرين، و استقطاب العالم إليهم، لكن من حقي الاختيار، يتوجب أن نختار ما يناسبنا، ليصنعوا ما يشاؤون، لكن لنختار نحن ما نشاء، و أطلق القاعدة هذه على جميع جوانب حياتنا، خصوصا الدينية و السياسية.

إن توجيه القيادات السياسية للقواعد و الجماهير أمر محبب، لأنه يجعل القرار السياسي مسؤولا لا ينبع من العواطف و المشاعر التي تقود الجماهير، أحياناً تكون القرارات السياسية غير المرغوبة عاطفيا للناس هي الحل لمشاكلنا، و العكس بالعكس، حيث تكون بعض المطالب الجماهيرية مبنية على العاطفة، فإذا اتخذت القيادات مواقفها بناء على مشاعر القواعد عندها ستفرز لنا مواقف كإسقاط القروض، مبنية على الأحاسيس و دغدغة الشعور.

إن الحالة المثالية هي أن تكون للطلائع الدينية و السياسية و الثقافية برامج عمل و أفكار محددة نابعة من العقل و الموقف السليم، بينما للجماهير حرية الاختيار و التفكير بما يتناسب مع الظروف الشخصية لكل فرد.

لهذا كان عدم اختياري لستاربكس، لأنني لا أريد أن أكون مسيرا بلاشعور، كما أن قهوتهم لا تستهويني أبدا، لأنهم لا يبذلون المجهود الذي تبذله المقاهي الأصغر حجما في جودة قهوتها، كوستا كوفي جيدة لكنها ليست بمستوى كولومبوس و التي تعد بالنسبة لي الأفضل في الكويت، خصوصا "الفريدريكوز"، قهوة كاريبو أفضل من ستاربكس و أسوء من كوستا، لكنهم جيدون في اختيار المكان.



المقهى المفضل بالنسبة لي هو "ميرلو"، إنها متكاملة بكل معنى الكلمة، للأسف لا تملك فروعا خارج استراليا، لكنها الأفضل حيث أنها تملك مصانع البن الخاصة بها "التوريفازيوني"، فهي تمثل المقهى المحلي الحريص على سمعته و المتخصص في فن القهوة. وهم دائما الأفضل في العروض و لهم تصاميمهم و ألوانهم الخاصة ، البنفسجي و الوردي و الازرق و لون الستيل، بالإضافة الى الخشب و القليل من اللون الأزرق.







القهوة الاسترالية الأخرى هي غلوريا جينز، وهي تتخذ سياسة التوسع، لكن لهذا السبب تبدو أقل اهتماما و حرصا على الجودة، فأصنفها بعد كولومبس. هكذا ينبغي أن يكون الإختيار لمذاهبنا السياسية و الدينية، من التجربة و الدراسة الشخصية و النظر عن قرب، لا أن تسيرنا القيادات وفق تشخيصاتها، ولا أن تسير الجماهير قياداتها وفق مشاعرها و أهوائها.

1 comment:

Mohammad Ashkanani said...

هاهاا .. خووش موضوع , و الله انا اشوف انه شعوبنا تقدر اي قهوة على مدى القز و الاقبال النسائي عليها .

Website counter