Friday 18 December 2009

نهضة الحسين


لا يمكن معرفة أبعاد نهضة الامام الحسين عليه السلام من دون الاطلاع على الظروف السياسية و الدينية المحيطة منذ وفاة الرسول (ص) في السنة الهجرية العاشرة الى اليوم الذي وقعت فيه الحادثة، أي بعد خمسين سنة، إذ أن الإمام الحسين عليه السلام قد حدد السبب الذي من أجله قام في وجه الحكم الأموي الجائر مصرحاً بأنه الإصلاح.

فإذا ما أردنا أن نعرف جوانب ذلك الاصلاح، ينبغي أن نعرف جوانب الفساد الذي انتشر في ذلك الزمان، و من الذي ساهم في انتشاره، و من الذين دعموا ذلك الفساد. ثم بالنظر الى واقعنا اليوم، هل عادت بعض تلك العناصر، هل هناك من يدعم نفس تلك النظم الفاسدة؟ و ما هو دورنا اليوم؟ هل هو نفس دور الحسين و أنصاره؟ أم كدور يزيد و عبيدالله بن زياد؟

يبدو من القاء النظر على النهضة الحسينية، أنها كانت تستهدف الاصلاح السياسي عن طريق ازالة النظام الأموي القائم و إعادة النظام النبوي و تغيير الحكم الملكي الى حكم يعتمد على مؤهلات دينية، كما أنها كانت تستهدف الاصلاح الاقتصادي الذي كان يعمل عليه الامام علي بن ابي طالب عليه السلام محاولاً تغيير الطبقية التي تجذرت في عهد الخلفاء الذين سبقوه.

كما أن ثورة الإمام الحسين عليه السلام استهدفت الاصلاح الإجتماعي بعد ان تمزقت الأمة الى فرق، الفرقة الأموية و الفرقة العثمانية و الفرقة "ضد العثمانية" و فرقة الخلفاء بالاضافة الى الشيعة أتباع محمد و علي، كانت الثورة تستهدف توحيد الأمة تحت راية الاصلاح و العمل وفق المفاهيم التي سادت في العصر النبوي، فالامام عليه السلام قام و اتجه الى الكوفة تلبية لنداء أهلها ذوي الغالبية غير الشيعية.

كما أراد عليه السلام إصلاح المفاهيم الدينية بالبراءة من تصرفات يزيد بن معاوية من شربه للخمور و إعلانه للفجور، و ترسيخ الأسس العقائدية التي تبناها الاسلام بدلا عن الموجة الأموية التي دعمت الجبرية و العناصر التوحيدية و الوحدوية في الاسلام و التي تؤدي في نهاية المطاف الى تشويه الاصول التي قام عليها الاسلام.

بالاضافة الى ذلك، ينبغي معرفة أن تلك الجوانب الاصلاحية السابقة مترابطة بقوة، و منها الاصلاح الانساني، فكانت الثورة داعية في أدبياتها الى الحرية و نبذ العبودية للسلاطين و رفع قيمة الانسان و كرامته، و مقتل قائد الثورة لا يعني فشلها، إذ أن مقام الحسين الديني و الاجتماعي معروف و واضح، و وقوفه وحيداً في وجه ثلاثين ألفا مدججين بالسلاح شامخاً صلباً و ثابتاً يكفي لإيصال رسالته، لكن ما علينا اليوم هو تلقيها و نشرها بالطرق التي تليق بها.

6 comments:

Anonymous said...

يدعي البعض أن الامام الحسين سلام الله عليه قد خرج عن إمام زمنه و هو يزيد إبن معاويه على حد قولهم متناسين في الوقت نفسه أن معاويه قد خرج عن إمام زمانه في ذلك الوقت وهو إمام المتقين سيدي و مولاي أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب على إتفاق الجماعة . فإذا كان الامر مقياساً على هذا النحو فإننا نجزم على بطلان مشروعية حكم معاوية أساساً لانه قد خرج عن إمام زمانه ومايترتب على ذلك أن حكم يزيد لا أساس له من الصحة لأنه قد بني على باطل وذلك مقياساً على نظرية هؤلاء الشرذمة.

The Perth guy

Ibn-Seena said...

thank u man

u r always precise enough to catch those forgotten points!

Anonymous said...

نقطة تفكر

من المسلم به أن الله سبحانه قد نجى موسى من فرعون و كذا قد نجى أبينا إبراهيم من النار حيث جعلها بردا وسلاما وقد نجى أبينا نوح من الطوفان الأكبر و أبينا آدم إذ تاب عليه ونبيه عيسى من القوم وعلى هذا النحو لسائر الانبياء.
يقوم البعض بصيام يوم عاشوراء مدعين أن الرسول صلى الله عليه وأله صام هذا إليوم إذ نجى الله نبيه موسى من فرعون ولذلك هو يوم فرح وسرور لدى اليهود فكان الأجدر بالنبي أن يصومه ! فإذا كان الامر كما يدعون فلماذا لم يصم الرسول في تلك الأيام التي نجى الله بها سائر أنبيائه من باب قوله تعالى " لا نفرق بين أحدٍ من رسلك " و حاشا للرسول أن يخالف قول ربه وهو الذي بلغ رسالته. فأين المنطق في هذا الإدعاء؟ أم هي محاولة أخرى لإطفاء نور أهل البيت.
لو شئت لأتيت بالادلة التاريخية التي تفند قولهم ولكن تعمدت إستخدم الدليل العقلي بالرد عليهم إيماناً مني بأن العقل هو الحجة على صاحبه ولعل الذكرى تنفع المؤمنين.

The Perth guy

Anonymous said...

اليوم الثالث من محرم

نفحات حسينية

الحمدلله الذي ليس لقضائه دافع و لا لعطائه مانع ولا كصنعه صنع صانع ، وهو الجواد الواسع ، فطر أجناس البدائع وأتقن بحكمته الصنائع لاتخفى عليه الطلائع ولا تضيع عنده الوادئع............. إبتدأتني من نعمتك قبل أنا أكون شيئاً مذكورا وخلقتني من التراب ثم أسكنتني الأصلاب آمناً لريب المنون ، وإختلاف الدهور والسنين فلم أزل ظاعناً من صلب إلى رحم ......لم تخرجني لرأفتك بي ولطفك لي وإحسانك إلي ، في دولة أئمة الكفر الذين نقضوا عهدك..... لكنك أخرجتني للذي سبق لي من الهدى

كلمات من دعاء الامام الحسين (س) يوم عرفة.

The Perth Guy

Anonymous said...

اليوم الرابع من محرم

إن قيل حوى قلت فاطم فخرها
أو قيل مريم قلت فاطم أفضل
أفهل لمريم ولد كمحمد أم
هل لمريم مثل فاطم أشبل
كل لها عند الولادة حالة منها
عقول ذوي الفصاحة تذهل
هذي لنخلتها التجت فتساقطت
رطبا جنيا فهي منه تاكل
وإلى الجدار التجات بنت النبي
فاسقطت ما تحمل

The Perth guy

Anonymous said...

اليوم الخامس من محرم

"إلهي كمن هم و غم يضج فيه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو، أنزلته بك وشكوته إليك رغبةً مني إليك بك عمن سواك ، فكشفته وفرجته ، أنت ولي كل نعمة ومنتهى كل رغبة"

كلمات من سيد الأحرار أبي عبدالله (س) في يوم عاشوراء

The Perth guy

Website counter