Tuesday 9 September 2008

اطـعمـوا أسـيركم


عندما كان علي عليه السلام خليفة المسلمين، كان يقسم العطاءات و الرواتب، و بعد حرب صفين،جاء اليه عبدالرحمن بن ملجم المرادي، وهو حين ذاك خارجي يجاهر ببغض أمير المؤمنين عليه السلام، جاء ليستلم عطاءه، عرفه علي عليه السلام، فزاد من عطائه لسبب ما.

في الشام كان لمعاوية بن أبي سفيان حكم ذاتي، و كان يجاهر أيضا ببغض علي عليه السلام، و عندما حصل معاوية على الخلافة أمر بسب علي عليه السلام على المنابر في الخطابات الرسمية و ربما في غيرها.

عندما سقطت دولة الأمويين و حصل بنو العباس على الخلافة، كان خلفاؤهم يقتلون أبناء و أحفاد علي عليه السلام، و كان الكثير منهم يسبه و ينتقص من شأنه في مجالس بلاطهم.

بالنسبة للخوارج، فقد كانت قيادتهم تعيش في الكوفة، حيث يعيش علي! و كانوا يحضرون الصلاة و الخطب، و يستلمون معاشاتهم، و يشترون و تباع لهم المؤن، لم يتم عزلهم، لكنهم على الرغم من ذلك كانوا ارهابيين، قتلوا عبدالله بن خباب بن الأرث ابن الصحابي، و قتلوا زوجته و الجنين الذي في أحشائها، و كانت هذه العملية الإرهابية إعلان الحرب على علي عليه السلام.

عندها قام علي كما قام سابقا في بدر و في غيرها، كما جهز جيشاً لإعادة الحرب في صفين، رداً على إغارات معاوية على معسكرات الكوفة، و ما أثار الإمام عليه السلام هو الهجوم على امرأة يهودية و نهبها من رجال معاوية، و المرأة اليهودية كانت تسكن في نطاق الكوفة و تدين بالولاء لحكومة علي عليه السلام كمواطنة.

عقيل بن أبي طالب هو أخو الخليفة، كان فقيراً، و هو ممدوح من قبل الرسول (ص)، جاء عقيل الى علي عليه السلام يطلب من بيت مال المسلمين قرضاً، فأدنى منه علي حديدة محماة، إشارة لرفضه، و تذكيراً بيوم القيامة و نار حامية و جنة و آخرة، و عقيل أخوه، و قيل ان ابنة لعلي عليه السلام قد اقترضت عِقدا من بيت المال لتتزين به في زفاف، و تركت مقابله رهنا يعادله في بيت المال، فما استحسن علي ذلك، و تأكد من وجود الرهن في بيت المال.

عندما جاء عبدالرحمن بن ملجم في المرة الثانية، جاء ليغتال علياً عليه السلام، و فعل، و ظل علي عليه السلام جريحاً إثر ضربة سيف ابن ملجم ليلتين، في هاتين الليلتين كان ابن ملجم محبوساً حتى يحاكم، في هاتين الليلتين قيل أن علي لا يشرب اللبن كله، فيترك شطراً لقاتله ابن ملجم و لم ينسه، و كان يقول لمن معه "اطعموا أسيركم
".

No comments:

Website counter