Monday 20 October 2008

جمال و القرضاوي


ردود أخرى جديدة على القرضاوي، و هذه المرة بقلم الكاتب الفذ الدكتور عبدالمحسن جمال، الذي أبدع بصياغة رده الرفيع. هذه المقالة كتبت في جريدة القبس بتاريخ 13 اكتوبر و كانت بعنوان "العولمة الدينية"، وفر لي فيها الكثير، خصوصا عند الحديث عن أكبر كنيسة في المنطقة و المزمع انشاؤها في قطر، هل يعلم عنها القرضاوي؟


المقالة


انتشار الفكر والافكار في العالم لم يعد حكرا على أحد، بل ان التكنولوجيا الحديثة فتحت الأبواب مشرّعة أمام كل صاحب فكر وعقيدة ومذهب، فالانترنت فتح أبوابه للجميع، وما عليك إلا أن تعبر عن رأيك وسيسمعك من يريد في هذا العالم الرحب الواسع، وكذلك فعلت الفضائيات التي بدأت تتسع وتتسع لدرجة انه بات الانسان يعجز عن ان يتابعها جميعا، وبالمستوى نفسه، ولكن بتكاليف أكثر لعبت الهواتف النقالة ومسجاتها دورا هي الاخرى في توعية الناس.من هنا فإن الفكر لم يعد أحد يستطيع ان يوقف انتقاله، وما محاولة البعض ايقاف الـ«يوتيوب» الا واحدة من هذا

من هنا فوجئ الناس بالعموم والمسلمون على وجه الخصوص بآراء الشيخ يوسف القرضاوي الذي يملك على الانترنت «اسلام أون لاين» وتستضيفه قناة الجزيرة بشكل متواصل، فوجئوا به وهو يهاجم انتشار الفكر الاسلامي الذي يتبنى مذهب أهل البيت عليهم السلام، واعتبر ذلك غزوا لبعض الدول التي تتبنى الفكر الاسلامي من خلال المذاهب الاربعة السنية.. لم يصدق الناس أنفسهم لأن الشيخ القرضاوي سمح لنفسه بالتعبير عن رأيه كيفما شاء من خلال الانترنت والفضائيات، ويريد الحجر على غيره، بل انه يريد منع اي مسلم من الأخذ بالمذهب الذي يريده.. والعجب هنا ان المذهبين الشيعي والسني هما في دائرة الاسلام الاكبر فماذا يضير اذا تحول مليون مسلم شيعي الى التسنن، أو تحول مليون مسلم سني الى المذهب الشيعي، أليسوا كلهم يتحركون ضمن دائرة الاسلام الواسعة؟

ولعل العولمة اليوم هي التي جعلت الكثير من دول الخليج تتجاوب مع إقامة وانتشار الكنائس فيها احتراما لأتباع الدين المسيحي الذين يعيشون بيننا، ففي دولة قطر على سبيل المثال يتم بناء أكبر كنيسة في المنطقة، وسيكون لها تأثير كبير على تفهم المسلمين للدين المسيحي، فهل يعتبر ذلك غزوا مسيحيا للمسلمين؟.. والناس اليوم بدأوا يتبادلون الافكار والحوارات والنقاشات من خلال وسائل التكنولوجيا الحديثة، وأصبحوا متعطشين لسماع الرأي الآخر أنى كان ومن أيٍ كان

ولعلنا في الكويت نعيش منذ القدم متحابين متعاونين سنة وشيعة ومسيحيين دون أن نتأذى بمن يتأثر بهذا الفكر أو ذاك الفكر، وقد تكون التجربة الكويتية في التعايش السلمي بين المذاهب والأديان، وخاصة مع وجود حوالي مليوني انسان مقيم ينتمون الى 120 دولة، ويتبعون كل الأديان، هي أفضل تجربة، ومع ان البعض من المقيمين تحولوا الى الدين الاسلامي من خلال جهود جمعيات ومنظمات محلية فإننا لم نسمع من احد من دولهم ان يعتبر ذلك غزوا.. لأن الفكر للجميع ومن حرية الانسان وحقوقه ان يأخذ الفكر الذي يريده. «إنا أنزلنا عليك الكتاب بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل»


No comments:

Website counter