التجديد أمر لابد منه، و إلا صارت الحياة رتيبة مملة، لا يفكر الكثير من الناس إلا بما يفكر به غيرهم، فنرى أننا في بعض الأحيان نخشى تحريك الأثاث بطريقة مختلفة، و نخشى التلويح بتغيير بعض المعتقدات الغابرة، و ذلك الخوف لا دليل له، إنه مجرد الخوف من المجهول.
المعتقدات الدينية التي تقبل الاختلاف بالرأي تقبل التغيير، الكثير مما يسمى بمعتقدات هي في حقيقة الأمر عادات و ليست معتقدات، لقد امتزج الدين بالكثير من العادات الاجتماعية مما انتج العديد من التسميات الجديدة للأديان تبعاً للمجتمعات التي ساهمت بالتغيير .
يجب أن ننتبه و نلتزم بالدين الحقيقي الذي نزل من السماء، و لا أرى ذلك إلا بالحركات التغييرية و التفكير خارج الحواجز التي اختلقها الناس، المشكلة أن الشعائر الاجتماعية التي يتوهم الناس أنها شعائر الله تخلق طقوساً يعتقد الناس أنها في صميم الدين الذي نزلت به الملائكة، لذلك يكون الناس أكثر لصوقاً بها.
و المشكلة الأكبر أن العديد من تلك الطقوس تفرَض على الأديان بالقوة، ممارستها بشكل مستقل قد لا يضر الدين، لكن ربطها بالدين و الإيحاء بأنها مشرعة من الله تعالى سيؤثر سلباً على الدين، لأن الأديان يجب أن تكون ذات هدف، و أي تشريع في الدين يتعارض مع السير نحو ذلك الهدف سيعني التناقض، و الأديان بحاجة لأن تكون مستساغة عقلياً.
الحركة التغييرية و التفكير بلا تحجر سيحرر الدين من العادات الدخيلة و الغريبة التي ارتبطت به. الأمر بحاجة للقليل من الشجاعة.