في أحد رحلاتي الى مدينة ملبورن، زرت الصرح المعروف بالجندي المجهول، و هو بنيان مهيب محاط بحديقة منسقة، و فور الدخول الى الحديقة تستوقفنا علامة واضحة تقول بأن هذه الأرض مقدسة.
تخليد ذكرى المضحين المخلصين من أجل الوطن لا يثير دهشتي و استغرابي، فلطالما كانت هذه حالة انسانية طبيعية، فالانسان خليط، تحيط به المشاعر و العواطف، و مازالت الشعوب تتخذ من عظمائها منائر و شعائر.
كانت رحلتي حول أرجاء الضريح المهيب مليئة بالإجلال لكل من ضحى من أجل بلاده، و من ما يجدر ذكره هنا ان في ذلك المكان تخليد لذكرى كل الذين قتلوا في الحروب، لا سيما الكويت، و التي ذكر اسمها موسوما بالعام 1990.
و من خلال الاسفار و تقصي الأخبار ادركت ان في كل بلد يتم تخليد المضحين و كل ما يتعلق بهم من رفات و مقتنيات و ذكريات، حتى لو انتمى أولئك المضحين لفئة صغيرة محدودة.
إلى أن اء اليوم الذي زرت فيه المملكة العربية السعودية، البلد الوحيد الذي تهدم فيه ذكرى المضحين، البلد الوحيد الذي انسل من تراثه العظيم، فالمدينة المنورة كانت عاصمة بلاد الإسلام مترامية الأطراف، لكنها اليوم أشبه ما تكون بخربة كبيرة،و في قلب المدينة مقبرة قديمة فيها قبور أهم شخصيات الاسلام، الحسن بن علي ابن بنت رسول الله و خليفة المسلمين، علي بن الحسين صاحب أضخم تراث دعائي و عرفاني في الحجم و المضمون، محمد الباقر و جعفر الصادق أساتذة علماء الاسلام.
جميع الثقافات في العالم تستنكر هدم قبورهم، قبورهم الآن عبارة عن صخور فقط لا غير، و شبهة الطوطمية و الشرك لا يجب أن تدخل في مركز عقيدة التوحيد، فالشعوب الملحدة و التي تتمتع بتنامي الحريات لم يعهد فيها من عبد قبور مضحيها، فكيف بالمسلمين! أصحاب المنطق التوحيدي الرصين!
لا نشك بأن هدم المشاهد التاريخية المتعلقة بأهم حقبة مرت على منطقة الخليج انما هي مرتبطة بقطار التخلف في السعودية، البلد الذي لا يسمح فيه للمرأة بقيادة السيارة، البلد الذي يفتي علماؤه بعدم جواز استخدام الانترنت من غير محرم، البلد صاحب الثروات و الامكانيات الطبيعية و البشرية الضخمة و القابع في أوحال الجهل و التخلف و القمع و الاستبداد.
أجواء التطرف الديني في السعودية هي التي خلقت الارهاب العالمي و التشنج الطائفي و قمع المرأة و وأد الحريات، و خطوات الحكومة السعودية الجادة للإصلاح ينبغي أن ترتبط باعلان الفكر الوسطي كسياسة عامة للبلاد، و قليل نفوذ التطرف الديني و صيانة حق المرأة و الأقليات.
تخليد ذكرى المضحين المخلصين من أجل الوطن لا يثير دهشتي و استغرابي، فلطالما كانت هذه حالة انسانية طبيعية، فالانسان خليط، تحيط به المشاعر و العواطف، و مازالت الشعوب تتخذ من عظمائها منائر و شعائر.
كانت رحلتي حول أرجاء الضريح المهيب مليئة بالإجلال لكل من ضحى من أجل بلاده، و من ما يجدر ذكره هنا ان في ذلك المكان تخليد لذكرى كل الذين قتلوا في الحروب، لا سيما الكويت، و التي ذكر اسمها موسوما بالعام 1990.
و من خلال الاسفار و تقصي الأخبار ادركت ان في كل بلد يتم تخليد المضحين و كل ما يتعلق بهم من رفات و مقتنيات و ذكريات، حتى لو انتمى أولئك المضحين لفئة صغيرة محدودة.
إلى أن اء اليوم الذي زرت فيه المملكة العربية السعودية، البلد الوحيد الذي تهدم فيه ذكرى المضحين، البلد الوحيد الذي انسل من تراثه العظيم، فالمدينة المنورة كانت عاصمة بلاد الإسلام مترامية الأطراف، لكنها اليوم أشبه ما تكون بخربة كبيرة،و في قلب المدينة مقبرة قديمة فيها قبور أهم شخصيات الاسلام، الحسن بن علي ابن بنت رسول الله و خليفة المسلمين، علي بن الحسين صاحب أضخم تراث دعائي و عرفاني في الحجم و المضمون، محمد الباقر و جعفر الصادق أساتذة علماء الاسلام.
جميع الثقافات في العالم تستنكر هدم قبورهم، قبورهم الآن عبارة عن صخور فقط لا غير، و شبهة الطوطمية و الشرك لا يجب أن تدخل في مركز عقيدة التوحيد، فالشعوب الملحدة و التي تتمتع بتنامي الحريات لم يعهد فيها من عبد قبور مضحيها، فكيف بالمسلمين! أصحاب المنطق التوحيدي الرصين!
لا نشك بأن هدم المشاهد التاريخية المتعلقة بأهم حقبة مرت على منطقة الخليج انما هي مرتبطة بقطار التخلف في السعودية، البلد الذي لا يسمح فيه للمرأة بقيادة السيارة، البلد الذي يفتي علماؤه بعدم جواز استخدام الانترنت من غير محرم، البلد صاحب الثروات و الامكانيات الطبيعية و البشرية الضخمة و القابع في أوحال الجهل و التخلف و القمع و الاستبداد.
أجواء التطرف الديني في السعودية هي التي خلقت الارهاب العالمي و التشنج الطائفي و قمع المرأة و وأد الحريات، و خطوات الحكومة السعودية الجادة للإصلاح ينبغي أن ترتبط باعلان الفكر الوسطي كسياسة عامة للبلاد، و قليل نفوذ التطرف الديني و صيانة حق المرأة و الأقليات.