Tuesday 25 November 2008

نيران الكويت تزداد اشتعالا


الكويت بين نيران كثيرة، ما بين نيران أصدقائها و أعدائها، يبدو أن الحل يكمن بتأجيل المشاكل السياسية و محاولة العمل على تصفية المشاكل الاخرى، فعند الهاء الشعب بالنجاحات الاقتصادية و الرياضية ستكون السياسة بعيدا عن اهتماماتهم.

لذلك إن صح تأجيل استجواب رئيس الوزراء لمدة سنة -وهو ما يبدو انه سيحصل- فإنه أفضل الحلول لتفادي أزمة سياسية - طائفية - دستورية خانقة قد تسود مستقبل البلاد و العباد، و من ثم استغلال هذه الفترة لا لمعالجة العلاقة بين المستجوبين و الحكومة، بل لحل المشاكل الرياضية و الاقتصادية و الاسكانية و الاعلامية.

الطريف أن في حين ايقاف الكرة الكويتية بشكل رسمي في المحافل الدولية يقوم اللاعبون بالتهجم على الحكم و ايقاف المباريات المحلية، و في حين وجود أزمة اقتصادية تحتاج لعقول و سواعد تعمل لحلها و تفاديها و في وجود شحن طائفي عالمي، يقوم نوابنا بتأجيج أزمة طائفية جديدة تتعلق بالخطيب السيد الفالي، و استغلال هذه الأزمة لتعريض الدستور للإيقاف و لتحقيق اجندة سياسية خاصة.

غريبة هذه العقلية الكويتية، غريب هذا الشعب الذي ينتخب نوابا يشكو من أدائهم، غريبة هذه الرياضة التي تشكو الإيقاف و لا تسعى لحل أخلاقياتها ولا تقوم بمراجعة نفسها، غريب مدعوا الحريات عندما لا يرعوون من تكميم الأفواه، ليبراليهم و اسلاميهم.

و بالمناسبة فإن سيد عدنان عبدالصمد المؤيد لتأجيل الاستجواب (حكومي!) نال حكم البراءة بدل "عدم النطق بالحكم" في القضية المرفوعة ضده من وزير الداخلية.

و من غير مناسبة هل يجوز رفع قضية على شخص ميت؟ إذا الجواب "نعم"، فإنني أتهم الصحابي معاوية بن أبي سفيان بسب و محاربة الخليفة و الصحابي و ابن عم النبي (ص) و زوج ابنته علي بن ابي طالب عليه السلام..

Sunday 2 November 2008

الجنوس


لن أخوض في التسميات و الأنواع و التقسيمات، لكن هنالك فعلا قسمين رئيسيين، الأول يعاني من مشكلة فسيولوجية فيضطر أن يصوغ حياته بطريقة مضطربة الجنس، القسم الآخر هو من لا يعاني من مشكلة، لكنه أحب الطريقة المضطربة، و هو بذلك يمارس طريقة الجنس الآخر بالحياة.

هؤلاء لم تجبرهم الظروف المناخية، ولا الظروف الفسيولوجية على التكيف مع الطريقة الأنثوية في الحياة، لكنهم يريدون أن يشبعوا بعض الغرائز الدفينة التي قد لا يدركونها هم أنفسهم، ربما أجبرتهم الظروف الاجتماعية على ذلك، لكن الظروف الاجتماعية غير مقبولة كعذر لتبرير أخطائنا و تصرفاتنا التي تحتاج الى تفسير.

بالنسبة لي لا تأخذ مسألة الجنس الثالث حيزا في حياتي، و إفراد موضوع في هذا الشأن لا يعني أنني شديد الاهتمام بهذا الأمر، و لايعدو كونه تأثراً باحتكاك بسيط في الآونة الأخيرة مع قضية من هذا النوع، مما أثار في التساؤلو التفكير الجدي، و وصلت الى أنني فعلا أنظر إليهم بعين الشفقة، كما أنني أنظر الى المضطرب و القلق بنفس الطريقة، فهم جميعا يعانون الاضطراب و القلق و الحاجة غير المستوفاة.

لكن ’الجنوس’ يثيرون الشفقة أكثر من غيرهم من حيث أنهم لا يدركون فعليا ماهي حاجاتهم، هل هي حاجة جنسية؟ أم حاجة عاطفية؟ أم أنها الحاجة الى الراحة و نبذ الأعباء التي يعيشها باقي الرجال؟ أم الحاجة الى النظافة و الأناقة على فرض أن باقي الرجال غير نظيفين ولا أنيقين!؟ أم ماذا؟

و هل يتطلب إشباع هذه الحاجات القفز الى الجهة الأخرى من الجدار البيولوجي بين الذكر و الأنثى؟

أما إن كانت المسألة مجرد طريقة للحياة، lifestyle، فإنهم يلبسون بهذا ثويا غير ثوبهم، و يركبون مركبا لا يليق بهم، و يمشون مشية لا تناسبهم. كل ما عليهم التفكير به هو المستقبل، المستقبل مرعب لأغلبنا، فكيف بمن يتنكر لهويته الجنسية و يجهل أقرب الناس إليه وهو نفسه؟ حتى أكثر المجتمعات تطورا و تحررا و التي قننت هذه القضية لم تتقبل فكرة الجنس الثالث بكل سهولة.
Website counter